فصل: في لفظ الكفر والنفاق

 
بوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات فارس أون لاين ::   ::   :: منتديات العالم الأسلامي ::   :: قسم الفتاوي :: قائمة بالعلماء و المفتين :: شيخ الإسلام ابن تيمية

 
شاطر
بيانات كاتب الموضوع
فصل: في لفظ الكفر والنفاق
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الوزير
الرتبه:
الوزير
الصورة الرمزية
 

البيانات
عدد المساهمات : 999
نقاط : 87320
التقيم : 1
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: فصل: في لفظ الكفر والنفاق فصل: في لفظ الكفر والنفاق  Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 2:38 am






السؤال:

فصل: في لفظ الكفر والنفاق

المفتي:

شيخ الإسلام ابن تيمية

الإجابة:

فَصْـل:

ومن هذا الباب لفظ ‏[‏الكفر‏]‏ و ‏[‏النفاق‏]‏، فالكفر إذا ذكر مفرداً في وعيد الآخرة، دخل فيه المنافقون، كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏‏ ‏[‏المائدة‏:‏5‏]‏،وقوله‏:‏‏{‏‏وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏136‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى‏}‏‏ ‏[‏الليل‏:‏15، 16‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ‏}‏‏ ‏[‏الملك‏:‏8-9‏]‏، وقوله‏:‏‏{‏‏وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ‏}‏‏ ‏[‏الزمر‏:‏71- 72‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ‏}‏‏ ‏[‏العنكبوت‏:‏68‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى‏}‏‏ ‏[‏طه‏:‏124‏- 127‏]‏، وقوله‏:‏‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ‏}‏‏ ‏[‏البينة‏:‏6 ‏]‏، وأمثال هذه النصوص كثير في القرآن‏.‏

فهذه كلها يدخل فيها المنافقون الذين هم في الباطن كفار ليس معهم من الإيمان شيء، كما يدخل فيها الكفار المظهرون للكفر، بل المنافقون في الدرك الأسفل من النار، كما أخبر اللّه بذلك في كتابه‏.

‏‏ ثم قد يقرن الكفر بالنفاق في مواضع، ففي أول البقرة ذكر أربع آيات في صفة المؤمنين، وآيتين في صفة الكافرين، وبضع عشرة آية في صفة المنافقين، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏140‏]‏، وقال‏:‏‏{‏‏ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً‏}‏‏إلى قوله‏:‏‏{‏‏فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}‏‏ ‏[‏الحديد‏:‏13‏- 15‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ‏}‏‏ في سورتين ‏[‏التوبة‏:‏73، التحريم‏:‏9‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏‏ الآية ‏[‏الحشر‏:‏11‏]‏‏.

‏‏ وكذلك لفظ‏[‏المشركين‏]‏ قد يقرن بأهل الكتاب فقط، وقد يقرن بالملل الخمس؛ كما في قوله تعالى‏:‏‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ‏}‏‏ ‏[‏الحج‏:‏17‏]‏ والأول كقوله‏:‏ ‏{‏‏لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ‏}‏‏ ‏[‏البينة‏:‏1‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ‏}‏‏ ‏[‏البينة‏:‏6‏]‏، وقوله تعالى‏:‏‏{‏‏وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏20‏]‏‏.‏

وليس أحد بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم إلا من الذين أوتوا الكتاب أو الأميين، وكل أمة لم تكن من الذين أوتوا الكتاب فهم من الأميين؛ كالأميين من العرب ومن الخزر والصقالبة والهند والسودان وغيرهم من الأمم الذين لا كتاب لهم، فهؤلاء كلهم أميون، والرسول مبعوث إليهم كما بعث إلى الأميين من العرب‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏‏وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ‏}‏‏ وهو إنما يخاطب الموجودين في زمانه بعد النسخ والتبديل يدل على أن من دان بدين اليهود والنصارى، فهو من الذين أوتوا الكتاب، لا يختص هذا اللفظ بمن كانوا متمسكين به قبل النسخ والتبديل، ولا فرق بين أولادهم وأولاد غيرهم، فإن أولادهم إذا كانوا بعد النسخ والتبديل ممن أوتوا الكتاب، فكذلك غيرهم إذا كانوا كلهم كفاراً، وقد جعلهم الذين أوتوا الكتاب بقوله‏:‏ ‏{‏‏وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏20‏]‏،وهو لا يخاطب بذلك إلا من بلغته رسالته، لا من مات؛ فدل ذلك على أن قوله‏:‏ ‏{‏‏وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ‏}‏‏ ‏[‏المائدة‏:‏5‏]‏ يتناول هؤلاء كلهم، كما هو مذهب الجمهور من السلف والخلف،وهو مذهب مالك، وأبي حنيفة، وهو المنصوص عن أحمد في عامة أجوبته، لم يختلف كلامه إلا في نصارى بني تغلب، وآخر الروايتين عنه‏:‏ أنهم تباح نساؤهم وذبائحهم، كما هو قول جمهور الصحابة‏.

‏‏ وقوله في الرواية الأخرى‏:‏ لا تباح متابعة لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه لم يكن لأجل النسب، بل لكونهم لم يدخلوا في دين أهل الكتاب إلا فيما يشتهونه من شرب الخمر ونحوه، ولكن بعض التابعين ظن أن ذلك لأجل النسب،كما نقل عن عطاء، وقال به الشافعي ومن وافقه من أصحاب أحمد، وفَرَّعُوا على ذلك فروعاً، كمن كان أحد أبويه كتابياً والآخر ليس بكتابي ونحو ذلك، حتى لا يوجد في طائفة من كتب أصحاب أحمد إلا هذا القول، وهو خطأ على مذهبه، مخالف لنصوصه، لم يعلق الحكم بالنسب في مثل هذا البتة كما قد بسط في موضعه‏.‏

ولفظ‏[‏المشركين‏]‏ يذكر مفرداً في مثل قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏221‏]‏، وهل يتناول أهل الكتاب‏؟‏ فيه قولان مشهوران للسلف والخلف‏.

‏‏ والذين قالوا‏:‏ بأنها تعم، منهم من قال‏:‏ هي محكمة، كابن عمر والجمهور الذين يبيحون نكاح الكتابيات؛ كما ذكره اللّه في آية المائدة، وهي متأخرة عن هذه‏.‏ ومنهم من يقول‏:‏ نسخ منها تحريم نكاح الكتابيات‏.

‏‏ ومنهم من يقول‏:‏ بل هو مخصوص لم يرد باللفظ العام، وقد أنزل اللّه تعالى بعد صلح الحُدَيْبِيَةِ قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ‏}‏‏ ‏[‏الممتحنة‏:‏10‏]‏، وهذا قد يقال‏:‏ إنما نهى عن التمسك بالعِصْمَة من كان متزوجاً كافرة، ولم يكونوا حينئذ متزوجين إلا بمشركة وثنية، فلم يدخل في ذلك الكتابيات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد السابع.
















 الموضوع الأصلي : فصل: في لفظ الكفر والنفاق //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: sms


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقــب عام
الرتبه:
مراقــب عام
الصورة الرمزية
 
شبح مصر

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 959
نقاط : 85460
التقيم : 12
تاريخ الميلاد : 02/08/1994
تاريخ التسجيل : 29/07/2010
العمر : 30
الموقع : byjustice
العمل/الترفيه : st
الأوسمة : فصل: في لفظ الكفر والنفاق  1_125911
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: فصل: في لفظ الكفر والنفاق فصل: في لفظ الكفر والنفاق  Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 7:04 am






شكرا ك اخي العزيز















 الموضوع الأصلي : فصل: في لفظ الكفر والنفاق //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: شبح مصر


فصل: في لفظ الكفر والنفاق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» فصل: السبب في الكفر
» فصل: في لفظ ‏المعصية‏ و‏الفسوق‏ و‏الكفر
» فصل: البدع مشتقة من الكفر
» الإقامة في بلاد الكفر من أجل العمل
» الذهاب لدول الكفر للتعلم


الكلمات الدليلية (Tags)
لا يوجد


الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
فصل: في لفظ الكفر والنفاق , فصل: في لفظ الكفر والنفاق , فصل: في لفظ الكفر والنفاق ,فصل: في لفظ الكفر والنفاق ,فصل: في لفظ الكفر والنفاق , فصل: في لفظ الكفر والنفاق
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ فصل: في لفظ الكفر والنفاق ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
>




مواضيع ذات صلة


فصل: في لفظ الكفر والنفاق  Cron
تصميم منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين