>



قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته )

 
بوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات فارس أون لاين ::   ::   :: منتديات العالم الأسلامي ::   :: منوعات إسلامية :: قصص و عبر :: قصص الأنبياء

 
شاطر
بيانات كاتب الموضوع
قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته )
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالجمعة أغسطس 14, 2009 8:29 pm






عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم

قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Y9E73333

منذ أن بعث الله نبيه إبراهيم
عليه السلام وأمره ببناء البيت على التوحيد، واستوطنت ذريته مكه، ومعظم
العرب يدينون بدينه، ويتبعون ملته فكانوا يعبدون الله ويوحدونه، ويلتزمون
بشعائر دينه الحنيف، وظل الحال على ذلك قروناً من الزمان حتى بدأ الانحراف
يدب إليهم مع طول العهد وتقادم الزمن.

وكان أول من غير ملة إبراهيم ودعا إلى عبادة الأصنام، عمرو بن لحي الخزاعي ،
حين قدم بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، فاستحسن
ذلك وظنه حقاً، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية، فقال لهم:
ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها
فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى
أرض العرب فيعبدونه، فأعطوه صنماً يقال له هبل فقدم به مكة فنصبه وأمر
الناس بعبادته وتعظيمه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة لأنهم
ولاة البيت وأهل الحرم، حتى انتشرت الأصنام بين قبائل العرب، وقد ذُكر عنه
أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا وسواعًا ويغوث
ويعوق ونسرًا ـ مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما
جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها‏، فأما ود‏:‏ فكانت
لكلب، بجَرَش بدَوْمَة الجندل من أرض الشام مما يلى العراق، وأما سواع‏:‏
فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له‏:‏رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة
الساحل بقرب مكة، وأما يغوث‏:‏ فكانت لبني غُطَيف من بني مراد، بالجُرْف
عند سبأ، وأما يعوق‏:‏فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن،
وخيوان‏:‏ بطن من همدان، وأما نسر‏:‏فكانت لحمير لآل ذى الكلاع في أرض
حمير‏.



وهكذا انتشرت
الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، ولم تزل تلك الأصنام
تُعبد من دون الله جل وعلا، حتى جاء الإسلام، وبُعث الهادي محمد صلى الله
عليه وسلم، نوراً وضياءاً للعاملين، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام،
وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم صنم العزى وهو الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة، وبعث سعد بن زيد لهدم صنم مناة التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث عمرو بن العاص إلى صنم سواع الذي تعبده قبيلة هذيل، فهدمت جميعها.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مصير عمرو بن لحي وسوء عاقبته، كما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب ) ، وفي رواية: ( أول من غير دين إبراهيم) ، و-السوائب- جمع سائبة وهي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.

وذكر الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعالى في سورة الأنعام { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } (الأنعام:144) أن أول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحي ، لأنه أول من غير دين الأنبياء، وأول من سيب السوائب ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح .

وكان أهل
الجاهلية مع ذلك، فيهم بقايا من دين إبراهيم، كتعظيم البيت، والطواف به،
والحج والعمرة، والوقوف بعرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، وإن كان دخلها شيء
كثير من شوائب الشرك والبدعة، ومن أمثلة ذلك أن نزاراً كانت تقول في
إهلالها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما
ملك، فأنزل الله تعالى: { ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل
لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم
كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون }
(الروم:28).

ومنها ‏أن
قريشًا كانوا يقولون‏: ‏نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم، وولاة البيت وقاطنو
مكة، وليس لأحد من العرب مثل حقنا ومنزلتنا ـ وكانوا يسمون أنفسهم الحُمْس
ـ فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل، فكانوا لا يقفون بعرفة، ولا
يفيضون منها، وإنما كانوا يفيضون من المزدلفة وفيهم أنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} ‏ (البقرة:199).‏.‏
هذا الوضع
الذي كان سائدا في جزيرة العرب، حتَّم وجود رسالة سماوية تنتشل الناس من
ضلالهم وتردهم إلى فطرتهم وتمحو مظاهر الشرك والوثنية من حياتهم، فكانت
الرسالة الخاتمة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة




عدل سابقا من قبل ملك العدل في السبت أغسطس 15, 2009 7:37 pm عدل 3 مرات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالجمعة أغسطس 14, 2009 8:47 pm






تاريخ الكعبة وأطورا بنائها

قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 7oU76067


الكعبة هي بيت الله الحرام ، وقبلة المسلمين ، جعلها الله سبحانه وتعالى مناراً للتوحيد ، ورمزا للعبادة ، يقول الله تعالى : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} ( المائدة97) ، وهي أول بيت وضع للناس من أجل عبادة الله جل وعلا ، قال تعالى : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} ( آل عمران96) .

وللكعبة المشرفة تاريخ طويل ، مرت فيه بمراحل عديدة ، ويبتدأ تاريخها في عهد نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل - عليهما السلام - حين أمره الله سبحانه وتعالى بأن يسكن مكة هو وأهله ، وكانت مكة في ذلك الوقت جدباء قاحلة .

وبعد الاستقرار في مكة وبلوغ إسماعيل - عليه السلام - أذن الله تعالى لهما ببناء الكعبة ، ورفع قواعدها ، يقول الله تعالى : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا } ( البقرة127) ، فجعل إسماعيل - عليه السلام - يأتي بالحجارة و إبراهيم يبني ، وارتفع البيت شيئا فشيئا ، حتى أصبح عاليا لا تصل إليه الأيدي ، عندها جاء إسماعيل - عليه السلام - بحجر ليصعد عليه أبوه ويكمل عمله ، واستمرا على ذلك وهما يقولان : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} ( البقرة127) حتى تم البناء واستوى.

ثم
استقرت بعض القبائل العربية في مكة من "العماليق" و"جرهم" ، وتصدع بناء
الكعبة أكثر من مرة نتيجة لكثرة السيول والعوامل المؤثرة في البناء ، وكان
أفراد تلك القبيلتين يتولون إصلاحها ، ورعايتها.

ومرت السنون ،
حتى قامت قريش ببناء الكعبة ، وذلك قبل البعثة بخمس سنين ، وكان بناء
الكعبة آنذاك على هيئة حجارة منضودة موضوعة بعضها فوق بعض من غير طين ،
مما جعل السيول التي تجتاح مكة بين الحين والآخر تؤثر على متانة الكعبة
فأوهت بنيانها ، وصدعت جدرانها ، حتى كادت أن تنهار ، فقررت قريش إعادة
بناء الكعبة بناء متينا يصمد أمام السيول ، ولما أجمعوا أمرهم على ذلك وقف
فيهم أبو وهب بن عمرو فقال : " يا معشر
قريش ، لاتدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا ، لايدخل فيها مهر بغي ، ولا
بيع ربا ، ولا مظلمة أحد من الناس" لكن قريشا تهيبت من هدم الكعبة ، وخشيت
أن يحل عليهم بذلك سخط الله ، فقال لهم الوليد بن المغيرة
: - أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المعول وبدأ بالهدم وهو يقول : اللهم لم
نزغ ، ولا نريد إلا الخير ، فهدم من ناحية الركنين ، فترقب الناس ليلتهم
ليروا هل أصاب المغيرة شر بسبب ما فعل ؟ فلما رأوه يغدو عليهم لا بأس به ، قامو إلى الكعبة فأكملوا هدمها ، حتى لم يبق منها إلا أساس إبراهيم - عليه السلام - .

ثم
تلى ذلك مرحلة البناء ، فتم تقسيم العمل بين القبائل ، وتولت كل واحدة
منها ناحية من نواحي الكعبة ، فجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، ولما بلغ
البنيان موضع الحجر الأسود دبَ الشقاق بين قبائل قريش ، فكل يريد أن ينال
شرف رفع الحجر إلى موضعه ، وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم ، حتى جاء أبو أمية بن المغيرة المخزومي
فاقترح عليهم أن يحكّموا فيما اختلفوا فيه أول من يدخل عليهم من باب
المسجد الحرام ، فوافقوا على اقتراحه وانتظروا أول قادم ، فإذا هو رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - وما إن رأوه حتى هتفوا : هذا الأمين ، رضينا
، هذا محمد ، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر فقال : ( هلمّ إلي ثوبا ) فأتوه به فوضع الحجر في وسطه ثم قال : ( لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ) ففعلوا ، فلما بلغوا به موضعه ، أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه.

ولما
كانت قريش قد عزمت على بناء الكعبة من حلال أموالها ، فقد جمعت لهذا الأمر
ما استطاعت ، إلا أن النفقة قد قصرت بهم عن إتمام بناء الكعبة بالمال
الحلال الخالص ، ولهذا أخرجوا الحِْجر ( الحطيم ) من البناء ، ووضعوا
علامة تدل على أنه من الكعبة ، وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - قال لعائشة - رضي الله عنها : ( ألم تري أن قومك قصرت بهم النفقة ؟ ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة ، وجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا ، وأدخلت فيها الحجر ) .

ولما جاء عهد ابن الزبير
- رضي الله عنه - قرر أن يعيد بناء الكعبة على نحو ما أراد رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - في حياته ، فقام بهدمها ، وأعاد بناءها ، وزاد فيها
ما قصرت عنه نفقة قريش - وكان حوالي ستة أذرع - ، وزاد في ارتفاع الكعبة
عشرة أذرع ، وجعل لها بابين أحدهما من المشرق والآخر من المغرب ، يدخل
الناس من باب ويخرجون من الآخر ، وجعلها في غاية الحسن والبهاء ، فكانت
على الوصف النبوي كما أخبرته بذلك خالته عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - .

وفي عهد عبدالملك بن مروان كتب الحجاج بن يوسف الثقفي إليه فيما صنعه ابن الزبير في الكعبة ، وما أحدثه في البناء من زيادة ، وظن أنه فعل ذلك بالرأي والاجتهاد ، فرد عليه عبدالملك بأن يعيدها كما كانت عليه من قبل ، فقام الحجاج بهدم الحائط الشمالى وأخرج الحِجْر كما بنته قريش ، وجعل للكعبة بابا واحد فقط ورفعه عاليا ، وسد الباب الآخر ، ثم لما بلغ عبدالملك بن مروان حديث عائشة - رضي الله عنها ندم على ما فعل ، وقال : " وددنا أنا تركناه وما تولى من ذلك" ، وأراد عبدالملك أن يعيدها على ما بناه ابن الزبير ، فاستشار الإمام مالك في ذلك ، فنهاه خشية أن تذهب هيبة البيت ، ويأتي كل ملك وينقض فعل من سبقه ، ويستبيح حرمة البيت .

وأما
آخر بناء للكعبة فكان في العصر العثماني سنة1040 للهجرة ، عندما اجتاحت
مكة سيول عارمة أغرقت المسجد الحرام ، حتى وصل ارتفاعها إلى القناديل
المعلقة ، مما سبب ضعف بناء الكعبة ، عندها أمر محمد علي باشا
- والي مصر - مهندسين مهرة ، وعمالاً يهدمون الكعبة ، ويعيدون بناءها ،
واستمر البناء نصف سنة كاملة ، وكلفهم ذلك أموالا باهظة ، حتى تم العمل ،
ولازالت الكعبة شامخة ، تهفو إليها قلوب المؤمنين ، وستظل كذلك حتى يقضي
الله أمره في آخر الزمان بهدم الكعبة على أيدي الأحباش واستخراج كنز
الكعبة ، وفي الجملة فإن الكعبة لها تاريخ طويل مليء بالأحداث والعبر التي
لابد لنا أن نعيها ونستفيد منها.

















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة




عدل سابقا من قبل ملك العدل في السبت أغسطس 15, 2009 3:05 am عدل 2 مرات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالجمعة أغسطس 14, 2009 8:48 pm






الحكمة من اختيار العرب وجزيرتهم مهداً للإسلام

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية


قبل
الحديث عن الحكمة من اختيار العرب وجزيرتهم مهداً لرسالة الإسلام، من
المناسب أن نلقي نظرة سريعة نتعرف من خلالها على واقع أمم الأرض حينئذ،
وما كان من أمرهم وحالهم، وهل كانت تلك الأمم مؤهلة لحمل رسالة عالمية
تخرج البشرية من طريق الغي والضلال الذي تعيش فيه إلى طريق الحق
والرشاد...ثم لنعلم على ضوء ذلك أيضاً المؤهلات والمقومات التي جعلت من
العرب وجزيرتهم صلاحية لحمل رسالة الإسلام.

كان يحكم العالم دولتان اثنتان: الفرس والروم، ومن ورائهما اليونان والهند.
ولم
يكن الفرس على دين صحيح ولا طريق قويم، بل كانوا مجوساً يعبدون النيران,
ويأخذون بمبادئ مذهبي : الزرادشتية والمزدكية، فكلاهما انحرفتا عن طريق
الفطرة والرشاد، واتبعتا فلسفة مادية بحتة لا تقر بفطرة ولا تعترف بدين،
فالزرادشتية مثلاً تفضل زواج الرجل بأمه أو ابنته أو أخته، والمزدكية من
فلسفتها حلّ النساء، وإباحة الأموال، وجعل الناس شركة فيها، كاشتراكهم في
الماء والهواء والنار والكلأ.

أما الروم فلم يكن أمرهم أفضل حالاً،
فعلى الرغم من كونهم على دين عيسى عليه السلام بيد أنهم انحرفوا عن عقيدته
الصحيحة، وحرفوا وبدلوا ما جاء به من الحق، فكانت دولتهم غارقة في
الانحلال؛ حيث حياة التبذل والانحطاط، والظلم الاقتصادي جراء الضرائب،
إضافة إلى الروح الاستعمارية، وخلافهم مع نصارى الشام ومصر، واعتمادهم على
قوتهم العسكرية، وتلاعبهم بالمسيحية وفق مطامعهم وأهوائهم.

ولما
كان الأمر كذلك لم تكن القوتان الكبيرتان في العالم آنذاك قادرتين على
توجيه البشرية نحو دين صحيح، ولم تكونا مؤهلتين لحمل رسالة عالمية تخرج
الناس من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ظلم العباد إلى عدل الواحد
الديان.

أما اليونان وشعوب أوربا فقد كانت تعيش حياة بربرية، تعبد
الأوثان، وتقدِّس قوى الطبيعة، فضلاً عن كونها غارقة في الخرافات
والأساطير الكلامية التي لا تفيد في دين ولا دنيا.

أما بقية الشعوب
في الهند والصين واليابان والتبت، فكانت تدين بالبوذية، وهي ديانة وثنية
ترمز لآلهتها بالأصنام الكثيرة وتقيم لها المعابد, وتؤمن بتناسخ الأرواح.

وإلى جانب تلك الأمم كان هناك اليهود، وكانوا مشتتين ما بين بلاد الشام والعراق والحجاز، وقد حرفوا دين موسى
عليه السلام , فجعلوا الله - سبحانه وتعالى - إلهاً خاصاً باليهود ,
وافتروا الحكايات الكاذبة على أنبيائهم مما شوَّه سمعتهم, وأحلَّوا
التعامل مع غيرهم بالربا والغش, وحرَّموه بينهم .

ونتج عن ذلك
الانحلال والاضطراب والضلال فساد وشقاء، وحضارة رعناء قائمة على أساس
القيم المادية، بعيدة عن القيم الروحية المستمدة من الوحي الإلهي.

أما
جزيرة العرب فقد كانت في عزلة عن تلك الصراعات والضلالات الحضارية
والانحرافات، وذلك بسبب بعدها عن المدنية وحياة الترف، مما قلل وسائل
الانحلال الخلقي والطغيان العسكري والفلسفي في أرجائها، فهي - وعلى ما
كانت عليه من انحراف- كانت أقرب إلى الفطرة الإنسانية، وأدعى لقبول الدين
الحق، إضافة إلى ما كان يتحلى به أهلها من نزعات حميدة كالنجدة والكرم،
والعفة والإباء، والأمانة والوفاء.

هذا
إلى جانب موقع جزيرة العرب المميز؛ إذ كان موقعها الجغرافي وسطاً بين تلك
الأمم الغارقة التائهة، فهذا الواقع والموقع جعلها مؤهلة لنشر الخير وحمله
إلى جميع الشعوب بسهولة ويسر.

وبهذا تجلت الحكمة الإلهية في اختيار
العرب وجزيرتهم مهداً للإسلام، إذ كانت بيئة أميّة لم تتعقد مناهجها
الفكرية بشيء من الفلسفات المنحرفة، بل كانت أقرب لقبول الحق، والإذعان
له، إضافة إلى أن اختيار جزيرة العرب مهداً للإسلام فيه دفع لما قد يتبادر
إلى الأذهان من أنّ الدعوة نتيجة تجارب حضارية، أو أفكار فلسفية.

ناهيك
عن وجود البيت العتيق، الذي جعله الله أول بيت للعبادة، ومثابة للناس
وأمنا، واللغة العربية وما تمتاز به، وهي لغة أهل الجزيرة.

ولا بد
من الإشارة إلى أن الله اختار العرب وفضلهم لتكون الرسالة فيهم ابتداء،
وهذا تكليف أكثر مما هو تشريف؛ حيث إن من نزل عليه الوحي ابتداء مكلف
بنشره وأخذه بقوة، وليس هذا أيضاً تفرقة بين العرب وغيرهم بل الكل لآدم
وآدم من تراب، وأكرم الناس أتقاهم لله، ولهذا كان في الإسلام بلال الحبشي،
وسلمان الفارسي...الخ.

لذلك كله وغيره كان العرب أنسب قوم يكون
بينهم النبي الخاتم، وكانت جزيرتهم أفضل مكان لتلقي آخر الرسالات
السماوية، فالحمد لله الذي أكرم العرب بهذا الدين العظيم، وشرَّف جزيرتهم،
فجعلها مهبط الوحي المبين.

















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة




عدل سابقا من قبل ملك العدل في السبت أغسطس 15, 2009 3:11 am عدل 1 مرات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالجمعة أغسطس 14, 2009 8:49 pm






عبادة الأصنام لدى العرب

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية

مع
أن الله سبحانه قد ميز الإنسان وكرمه على غيره من المخلوقات، وسخر له من
النعم ما ظهر منها وما بطن، وفطره على فطرة نقية سليمة، إلا أن كثيراً من
الناس انحرفوا عن طريق الفطرة، وأبوا إلا الضلال، واتبعوا الشيطان، العدو
القديم، وعبدوا الأصنام بشتى أنواعها، وجميع أصنافها.

لقد
عبدت طوائف من العرب الأصنام التي انتقلت إليهم من الأمم السابقة مثل :
ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، والتي كانت في قوم نوح، وانتشرت عبادة
تلك الأصنام بين القبائل العربية، كما دل على ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما :
( صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ودّ كانت لكلب
بدومة الجندل، وأما سُواع كانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد، ثم لبني
غطيف بالجوف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمْدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل
ذي الكَلاع، أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى
قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً، وسمُّوها
بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتَنَسَّخَ العلم عُبدَت)
رواه البخاري .

وكانت العرب تعبد إضافة إلى تلك الأصنام أصنام قريش كاللاَّت، والعزَّى، ومناة، وهبل:
فصنم
مناة - وهو أقدم أصنامهم - كان منصوباً على ساحل البحر من ناحية المشلل،
بقديد بين مكة والمدينة . وكانت العرب تعظمه، ولم يكن أحد أشد تعظيماً له
من الأوس والخزرج، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه فهدمه عام الفتح .

أما
صنم اللات فقد كان في الطائف، وهو عبارة عن صخرة مربعة، وكان سدنتها ثقيف،
وكانوا قد بنوا عليها بيتاً، فكان جميع العرب يعظمونها، ويسمون الأسماء
بها، فكانوا يقولون: زيد اللات، وتيم اللات، وهي في موضع منارة مسجد
الطائف . فلما أسلمت ثقيف، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها، وحرقها بالنار.

أما
صنم العزى فإنه أحدث من اللات، وكان بوادي نخلة ، فوق ذات عرق، وبنوا
عليها بيتاً، وكانوا يسمعون منها الصوت، وكانت قريش تعظمها . فلما فتح
رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، بعث خالد بن الوليد
فأتاها فعضدها، وكانت ثلاث سمرات، فلما عضد الثالثة : فإذا هو بحبشية
نافشة شعرها، واضعة يدها على عاتقها، تضرب بأنيابها، وخلفها سادنها، فقال خالد : يا عز كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك، ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة - أي رماد-، ثم قتل السادن.

أما
صنم هبل فقد كان من أعظم أصنام قريش في جوف الكعبة وحولها، وكان من عقيق
أحمر على صورة الإنسان، وكانوا إذا اختصموا، أو أرادوا سفراً : أتوه،
فاستقسموا بالقداح عنده . وهو الذي قال فيه أبو سفيان يوم أحد : اعل هبل ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : ( الله أعلى وأجل ) رواه البخاري .

ومن
الأصنام التي كانت تُعبد :إساف ونائلة، قيل أصلهما : أن إسافاً رجل من
جرهم، ونائلة امرأة منهم، دخلا البيت، ففجر بها فيه . فمسخهما الله فيه
حجرين، فأخرجوهما فوضعوهما ليتعظ بهما الناس، فلما طال الأمد عبدا من دون
الله.

ومع انتشار عبادة الأصنام بقي أناس حفظهم الله من عبادة غيره سبحانه استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام: { رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}
(ابراهيم:35)، واستمرت عبادة تلك الأصنام في بلاد العرب حتى ختم الله
رسالاته بمحمد صلى الله عليه وسلم، الذي طهر الله به البلاد، ووجه العباد
إلى المعبود بحق، الذي لا يجوز أن يُعبد أحد غيره، أو يشرك في عبادته أحد،
{ والله متم نوره ولو كره الكافرون } (الصف:Cool.

















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة




عدل سابقا من قبل ملك العدل في السبت أغسطس 15, 2009 3:41 am عدل 3 مرات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالجمعة أغسطس 14, 2009 8:50 pm






مكة ومنزلتها في الإسلام

قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) H2x77586

الحمد لله الذي خلق البلاد والعباد، وجعل التفاضل بين خلقه أمراً
سائدا، فكما فضّل بعض عباده على بعض، فضّل بعض الأمكنة على بعض، فجعل مكة
أشرف البقاع وأفضلها، وخير البلاد وأكرمها، إليها تهفو القلوب، وفيها
ترتاح النفوس، وعندها يحطّ الخائفون رحالهم، ونحوها يتجه العابدون فيشكون
إلى الله حالهم، ويسألونه نجاتهم، هي موطن العبادة والإنابة، فيها أول بيت
وضع للناس { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا }
(آل عمران:97،96)، بيت يثوب الناس إليه ويرجعون، فيجدون فيه الراحة والأمن
ولذة العبادة للمولى سبحانه وتعالى، وهم بذلك يتذكرون الأنبياء ويقتدون
بهم { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } (البقرة:125).

مكة ذلك البلد الأمين الذي يأتيه الخير والرزق من كل مكان ، يُساق إليه، ويُجلب استجابة لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام، كما أخبر الله بذلك في كتابه العزيز، قال تعالى: { وإذ
قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم
بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار
وبئس المصير}
(البقرة:126).

ومن فضائلها أنّ الله
اختارها لمولد نبيه الخاتم ومبعثه صلى الله عليه وسلم، ففيها بدأ نزول
القرآن الكريم، الكتاب الخاتم، ومنها بدأت دعوة الخير والحق، وانتشرت في
الآفاق، قال تعالى: { وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها } (الشورى:7) .

وقد
أوجب الله على المستطيع من الناس الإتيان إليها من كل مكان، ودخولها
بالتواضع والتخشع والتذلل، كاشفين رؤوسهم، متجردين عن لباس أهل الدنيا { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } (آل عمران:97)، وجعل قصدها مكفراً للذنوب، ومُحِطاً للخطايا والذنوب، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه ) متفق عليه، واللفظ لمسلم .

ومما اختصت به مكة المكرمة أنها بلد الله الحرام، قال تعالى: { إنما امرت أن اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت ان أكون من المسلمين }
(النمل:91)، فلا يسفك فيها دم، ولا يصاد صيد، ولا يعضد شجر، ولا يقطع
نبات، ولا يلتقط لقطة إلا لتعريف، كما بين ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم
في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، حين قال:
( حرم الله مكة، فلم تحل لأحد قبلي، ولا لأحد بعدي، أحلت لي ساعة من نهار،
لا يختلى - أي: لا يقطع- خلاها - أي: الرطب من النبات- ، ولا يُعْضَد
شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها، إلا لمعرِّفٍ، فقال العباس رضي الله عنه: إلا الإذخر- نبات طيب الرائحة- لصاغتنا وقبورنا، فقال إلا الإذخر )
متفق عليه.

ومن
فضائل مكة المكرمة مضاعفة الأجر والثواب بها، وأنّ الصلاة في المسجد
الحرام بمائة ألف صلاة، وبها الحجر الأسود الذي ليس موضع على وجه الأرض
غيره يُشرع تقبيله، وهو حجر من الجنة.

ومن خواص مكة أيضاً أنها محروسة بحفظ الله من الدجال، فلا يستطيع دخولها، ففي الحديث الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب
إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات،
فيخرج الله كل كافر ومنافق )
متفق عليه.

فمكة منزلتها
عظيمة، وفضائلها جليلة، اختارها الله لتكون بلده الحرام، وبها أعظم مساجد
الدنيا، الذي يتوجه إليه المسلمون في اليوم خمس مرات، يصلون لله ويعبدونه،
والله الموفق .

















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة




عدل سابقا من قبل ملك العدل في السبت أغسطس 15, 2009 3:39 am عدل 3 مرات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالجمعة أغسطس 14, 2009 8:56 pm






البيئة العربية حال مجيء دعوة الإسلام

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية

بعث
النبي صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل ، والبشرية تعج بالكفر
والضلال والانحلال ، وماسبق من بحوث عن جزيرة العرب يبين هذا الأمر وفي
هذا المقال سنقف على بعض النواحي التي تتعلق بالبيئة التي بدأت فيها دعوة
الإسلام .

تقع مكة في بطن واد ، وتشرف عليها الجبال من جميع
النواحي ، فإلى الشرق يمتد جبل أبو قبيس وإلى الغرب جبل قعيقعان . ويمتدان
بشكل هلال فيحصران عمران مكة ، وتعرف المنطقة المنخفضة من الوادي بالبطحاء
ويقع بها البيت العتيق ، ويحيط بها دور قريش ، أما المنطقة المرتفعة فتعرف
بالمعلاة ، أما عند طرفي الهلال فتقوم دور ساذجة لقريش الظواهر وهم أعراب
فقراء أصحاب قتال ، لكنهم دون قريش البطاح في التحضر والغنى والجاه .

وكانت
صلات النسب بين قريش وكنانة ـ حيث أن قريشا تنتمي إلى كنانة التي تسكن
قريبا من مكة ـ تعطي مكة عمقاً استراتيجياً ، وقد وثقت صلة النسب
بالمحالفات أيضا ، وكان الأحابيش الذين يعيشون قريبا من مكة حلفاء لقريش
أيضا ، وكانوا يستخدمون في حراسة القوافل المكية ، وامتدت الأحلاف لتشمل
القبائل التي تقع على خطوط التجارة المكية إلى الشام والعراق واليمن ،
والاقتصاد التجاري يحتاج إلى الأمن ، وقريش كانت تستعمل سياسة الحلم
واللين وليس القوة للوصول إلى غاياتها التجارية وأمان طرقها الخارجية .
ولم تدخل قريش في حروب قبل الإسلام سوى حروب الفجار الأربع التي هي حروب
صغيرة ومناوشات . وقد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم آخرها وهو الفجار
الرابع وعمره عشرون سنة ، ولم تحرز قريش النصر على الأعراب في تلك
المناوشات . وقد ساعدها على تحقيق الأمن وجود الكعبة التي يحج إليها العرب
من شتى الأصقاع حيث تحبط بها أصنامهم الستون والثلاثمائة .

وقد
اتسم ( الملأ ) بالمحافظة الشديدة على العقائد والتقاليد والأعراف السائد
لتأكيد حقوقهم الموروثة ومكانتهم الاجتماعية ومصالحهم الاقتصادية وكل ذلك
بتحقق بالمحافظة على الأوضاع السائدة ووحدة أهل مكة ، مما يفسر شدة
مقاومتهم للإسلام عند ظهوره ، فقد رأوا فيه تهديدا لوحدة قريش ، وأغاظهم
جدا أن يهاجر المسلمون إلى الحبشة ثم المدينة .

وقد قام أبناء قصي وأحفادهم بأعمال مهمة أدت إلى ازدهار مكة وبنفس الوقت أبرزت مكانتهم وفضلهم وشرفهم ومكنت لسيادتهم ، فإن قصيا هو
الذي جمع قريشا ومكن لها في مكة ونظم شؤونها ، وأمسك أبناؤه بزمام وظائفه
من بعده من السقاية والرفادة والحجابة واللواء والندوة ، وتمكن هاشم بن عبد مناف بن قصي من
عقد " الايلاف " وتوسيع نطاق التجارة المكية بإخراجها من الحدود المحلية
إلى الدولية ، وقام بحفر عدة آبار لخدمة قريش والحجيج معا ، وعرف المطلب أخو هاشم بالنسك والأمر بترك الظلم والبغي والحث على مكارم الأخلاق ، وعرف عبد المطلب بن هاشم بـ" الفياض " لجوده وبـ"شيبة الحمد " لكثرة حمد الناس له ، وقد اشتهر بحفر ماء زمزم التي طغت على مياه آبار مكة الأخرى .

وكان أبناء قصي قبل حفرها يأتون بالماء من آبار خارج مكة ، ولم يكن عبد المطلب أغنى رجل في قريش ولا زعيم مكة الوحيد ، لكن صلته بشؤون البيت العتيق وخدمة الحجيج جعلته من وجهاء مكة وهو الذي حادث أبرهة عندما غزا الأخير مكة .

و قبيل ظهور الإسلام تولي أبو طالب بن عبد المطلب الرفادة والسقاية ولم يكن له مال ينفقه في هذا السبيل فاستدان من أخيه العباس بن عبد المطلب عشرة آلاف درهم فأنفقها ، ولما لم يتمكن من رد المبلغ تنازل عن الرفادة والسقاية إلى العباس بن عبد المطلب .
وهكذا فإن عشيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تتبوأ مكانة اجتماعية
خاصة في مكة عند ظهور الإسلام ، ورغم أنهم كانوا وسطا في الثراء ، وربما
كانوا دون أوساط تجار مكة .

إن أصدق مصدر يبين عقائد الجاهلية
هو القرآن الكريم ، من خلال جدله الديني مع المشركين وتفنيد عقائدهم ، وقد
بين الله تعالى في القرآن أن العرب المشركين كانوا يعبدون آلهة لتقربهم
إلى الله زلفى ولتشفع لهم عنده . وقد أعماهم التقليد عن نقد تراثهم العقدي
وتحكيم العقل والأخذ بالدليل الصحيح، واستتبع الانحراف في العقيدة انحراف
في العبادة والسلوك والشعائر والشرائع ، فإذا بمناسك الحج تدخلها
الوثنية، حيث وضعت الأصنام حول الكعبة ، وجرى الطواف حولها مع التعري من
الثياب أحيانا ، وأصبحت قريش أخيراً لا تخرج إلى عرفات بل تقف بمزدلفة
خلافا للناس.


وهكذا ابتدعوا وشرعوا ما لم يأذن به الله مع ادعائهم أنهم على شريعة أبيهم إبراهيم عليه السلام .

وكان
تصورهم لله فيه قصور ونقص ، فهم ينحرفون عن الحق في أسمائه وصفاته فينكرون
بعض صفاته ويسمونه بأسماء لا توقيف فيها أو بما يوهم معنى فاسداً ،
وينسبون إليه النقائص كالولد والحاجة ، فزعموا أن الملائكة بنات الله ،
وجعلوا الجن شركاء له سبحانه ، وجحدوا القدر واحتجوا به على الله تعالى .
ومن معتقداتهم إنكار البعث ، فعبادتهم للاة وتقربهم للأصنام بالقرابين
والنذور ليس من أجل الآخرة، بل لتحقيق مطالب دنيوية مثل : زيادة الأموال
ودفع الشر والضرر عنهم في هذه الدنيا إذ لا علم لهم بالآخرة ، ويستثنى من
عموم المنكرين للبعث عدد ممن كانوا يقولون بالبعث .

وبالجملة:
فأمور الناس قبل البعثة كانت في حالة من السوء لا توصف فجاء الله بهذا
الخير ، فمن قبله صلح أمره في الدنيا والآخرة، ومن رده شقي في الدنيا
والآخرة . والله أعلم .















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة




عدل سابقا من قبل ملك العدل في السبت أغسطس 15, 2009 4:00 am عدل 3 مرات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالجمعة أغسطس 14, 2009 8:58 pm






قبائل العرب قبل الإسلام


استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية


من سنن الله سبحانه أن خلق الناس ، وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ، كما أخبر بذلك في محكم كتابه، قال تعالى: {
يا أَيها الناس إِنا خلَقناكم من ذكر وأنثَى وجعلناكم شعوبا وقَبائل
لتَعارفوا إِنَّ أَكرمكم عند اللَّه أَتقَاكم إِنَّ اللَّه عليم خبير }
(الحجرات:13) ففي الآية تنبيه على تساوي الناس في أصل الخلق، وإنما يتفاضلون في الأمور الدينية فحسب.
والشعوب أعم من القبائل، والقبائل لها مراتب أخر ؛ كالفصائل والعشائر والعمائر والأفخاذ، وقيل غير ذلك.

والعرب في أصلها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- العرب البائدة: وهم القدامى، مثل: عاد و ثمود و طسم و جديس و عملاق ..

2- العرب العاربة "القحطانية": وهم المنحدرون من صلب يعرب بن يشجب بن قحطان .

3- العرب المستعربة "العدنانية": وهم المنحدرون من صلب إسماعيل .

والعرب العاربة مهدها اليمن، وقد تشعبت قبائلها وبطونها، فاشتهرت منها قبيلتان:

الأولى: حمير، وأشهر بطونها: زيد الجمهور ، و قضاعة ، و السكاسك .

والثانية:
كهلان ، وأشهر بطونها: همدان، وأنمار، وطيء ، ومذحج ، وكندة ، ولخم ،
وجذام ، والأزد ، والأوس، والخزرج ، وأولاد جفنة ملوك الشام.

ونتيجة الظروف الاقتصادية ، والصراع بين حمير وكهلان ، هاجرت بطون كهلان من اليمن قبيل سيل العرم ، وانقسموا إلى أربعة أقسام :

1- الأزد: وسيدهم عمران بن عمرو ، وسكنوا الحجاز ، وعُمان ، وتهامة.

2- لخم وجذام: وفيهم نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة.

3- بنوطيء: نزلوا بالجبلين أجا وسلمى في الشمال.

4- كندة: نزلوا البحرين ، ثم حضرموت ، ثم نجد ، التي كوَّنوا بها حكومة كبيرة.

أما بالنسبة للعرب المستعربة ، فيرجع نسبهم إلى إسماعيل عليه السلام الذي ولد في فلسطين، ثم انتقل مع أمه إلى الحجاز ، ونشأ بها وتزوج، واشترك مع أبيه إبراهيم عليه السلام في بناء الكعبة ، ورُزق إسماعيل
من الأولاد اثني عشر ابناً ، تشعبت منهم اثنتا عشرة قبيلة ، سكنت مكة، ثم
انتشرت في أرجاء الجزيرة وخارجها ، وبقي "قيدار" أحد أبناء إسماعيل
في مكة ، وتناسل أبناؤه حتى كان منهم عدنان وولده معد، ومن هذا الأخير
حَفظت العرب العدنانية أنسابها، وعدنان هو الجد الحادي والعشرون لنبينا
محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد تفرقت
بُطون "معد" من ولده نزار، الذي كان له أربعة أولاد، تشعبت منهم أربع
قبائل عظيمة: إياد وأنمار وربيعة ومضر، والأخيران هما اللذان كثرت
بطونهما، واتسعت أفخاذهما، فكان من ربيعة : أسد ، و عنزة ، و عبد القيس ، وابنا وائل - بكر و تغلب -، و حنيفة وغيرها.

وكان من مضر : شعبتين عظيمتين : قيس عيلان ، و إياس .

فكان من قيس عيلان : بنو سليم ، وبنو هوازن ، وبنو غطفان التي منها : عبس وذبيان وأشجع.

وكان من إياس : تميم بن مرة ، و هذيل بن مدركة ، وبنو أسد بن خزيمة ، و كنانة بن خزيمة التي منها قريش، وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة .

وانقسمت قريش إلى قبائل شتى، أشهرها : جمح ، وسهم ، وعدي ، ومخزوم ، وتيم ، وزهرة، وبطون قصي بن كلاب ، وهي: عبد الدار ، و أسد بن عبدالعزى ، و عبد مناف .

وكان من عبد مناف أربع فصائل : عبد شمس ، و نوفل ، و المطلب ، و هاشم ، وهو الجد الثاني لنبينا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم .

وفي اصطفاء نسبه صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم .

ولما تكاثر
أولاد عدنان تفرقوا ، وانتشروا في بلاد العرب متتبعين سبل العيش ، فتوزعوا
في البحرين ، واليمامة ، والعراق ، وخيبر ، والطائف ، وبقي بتهامة بطون
كنانة ، وأقام بمكة بطون قريش.

وعلم الأحساب
والأنساب مع أهميته ومكانته وقيمته ، إلا أنه لا يرقى إلى أن يكون مجالاً
للتفاضل ، وإنما الذي ينبغي أن يكون ميداناً للتفاضل والتسابق ، وخاصة بين
المسلمين التقوى والصلاح كما قال تعالى: { إِن أَكرمكم عند اللَه أتقاكم } (الحجرات : 13) ، وفي الحديث : ( إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا أنسابكم يوم القيامة، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) رواه الطبراني ، وصححه الألباني ، والله أعلم .


















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة




عدل سابقا من قبل ملك العدل في السبت أغسطس 15, 2009 7:26 pm عدل 1 مرات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالجمعة أغسطس 14, 2009 8:59 pm






أحوال العالم عند ظهور الإسلام

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية

كان
البشر وقت البعثة المحمدية منتشرين في العالم وخاصة القارات الثلاث ؛ آسيا
وأوربا وأفريقيا , وهم من أجناس متنوعة , فالعرب في شبه جزيرة العرب
والعراق والشام , والفرس في بلاد ايران , والتتار والترك في بلاد ما وراء
النهر وأواسط آسيا والهنود في شبه جزيرة الهند .

والجنس الأصفر
في الصين واليابان وجنوب شرق آسيا , والروم في آسيا الصغرى (تركيا حاليا)
وبلاد الشام ومصر وشمال أفريقية , والانجلو سكسون في انكلتره , والفرنج في
فرنسا وهولنده وألمانيا , والغوط في أسبانيا وايطاليا , والسودان والحبشة
في بلادهم المعروفة اليوم في افريقية وكانت القوى الكبرى المتحكمة في
العالم آنذاك تتمثل في الفرس والروم , حيث سيطرت القوتان على مساحات شاسعة
من الأرض , وحكمتا شعوبا عديدة امتد نفوذها اليها , ولم يكن الفرس على دين
صحيح بل كانوا مجوسا يعبدون النيران , وكان الروم نصارى , ولكنهم لم
يحافظوا على التعاليم التي جاء بها عيسى
عليه السلام بل حرفوها , لذلك لم تكن القوتان الكبيرتان في العالم آنذاك
قادرتين على توجيه البشرية نحو التوحيد والعدل والفضيلة والخير , وكانت
بقية الشعوب في الصين واليابان والهند والتبت تدين بالبوذية وهي ديانة
وثنية ترمز لآلهتها بالأصنام الكثيرة وتقيم لها المعابد , وتؤمن بتناسخ
الأرواح .

أما شعوب أوربا فكانت بربرية تعبد الأوثان وتقدس قوى
الطبيعة .. وكانت تعيش في ذلك العالم أقليات يهودية مشتتة ما بين بلاد
الشام والعراق والحجاز وقد تحرفت تعاليم موسى
عليه السلام , ودخلت فيها آراء كتبها الأحبار ونسبوها الى الدين , فجعلوا
الله - سبحانه - إلها قومياً خاصاً باليهود , وافتروا الحكايات على
أنبيائهم مما يشوه سمعتهم , وأحلوا التعامل مع غيرهم من الأميين بالربا
والغش , وحرموه بينهم , وأبوا دعوة الناس الى دينهم لئلا يخوضوا - في
زعمهم - بشرف الانتماء الى شعب الله المختار , وتعاليم موسى عليه السلام قبل أن يحرفها اليهود لا تقر هذه الروح العنصرية البغيضة , ولا تعترف بنسبية الاخلاق في التعامل بين الناس .

ونخلص
من هذا العرض الوجيز الى القول بأن العالم يومذاك كان بحاجة الى رسالة
دينية جديدة تعيد للتوحيد صفاءه وللأخلاق قيمتها وتأخذ بيد الانسان نحو
الحق والخير والعدل بعد أن ساد الشرك والظلم والشر آماداً طويلة وانحرف
الناس عن تعاليم الانبياء .

وقد
جعل الله تعالى مهمة حمل الرسالة الخاتمة التي بعث بها رسوله محمداً صلى
الله عليه وسلم في أعناق العرب سكان شبه جزيرة العرب , وكانوا ضعفاء
مقهورين , فقواهم الله , وفقراء مملقين فأغناهم الله , وقبائل متفرقين
فوحدهم الله , وأغماراً منسيين فعرفتهم الدنيا بعد أن حملوا رسالة الاسلام
, وقدموها للأمم الأخرى فاستجاب لهم كثيرون من أمم الأرض , وساعدوهم على
نشر الدعوة حتى امتد الاسلام الى بلاد فارس والترك والهند وأطراف الصين
شرقاً , والى البلاد الخاضعة للروم في الشام وشمال أفريقيا , بل الى
الاندلس وجنوب فرنسا وايطاليا , وهكذا عم نور الاسلام معظم أرجاء المعمورة
, وأزاح القوتين الكبيرتين فقضى على فارس وأضعف الروم في القرن الأول
الهجري .

وسوف نستعرض فيما يلي الأحوال السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والدينية والأخلاقية التي كانت تسود في بلاد فارس والروم , ثم
نعرض لهذه الأحوال في شبه جزيرة العرب , وذلك لنتعرف على الظروف العامة
التي ظهر فيها الاسلام , ثم نتبين مقدار ما أحدثه من تغيير في تلك الأحوال
.

















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:37 pm






دولة الفرس (الامبراطورية الفارسية) قبل البعثة

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية


تعتبر
الإمبراطورية الفارسية التي تعرف بدولة الفرس أو الدولة الكسورية، من أعظم
وأكبر الدول التي سادت المنطقة قبل البعثة النبوية، حتى إنها فاقت
الإمبراطورية البيزنطية في الشهرة والقوة، ولقد مرت هذه الدولة بعدة أطوار
قبل البعثة وبعدها، ونقف في هذا المقال على ذكر ما كانت عليه الدولة
الفارسية من انحطاط وخلل كبير في الأنظمة الساسية والدينية والاجتماعية
التي سادت قبل البعثة المحمدية.

الحالة السياسية والاقتصادية :

كانت الدولة
الساسانية تحكم بلاد إيران في القرن السابع الميلادي ويكوِّن الفرس مادة
الإمبراطورية, ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر , والعرب في
العراق , وكانت حدودها الغربية غير مستقرة حسب قوتها , فأحياناً تغلب على
أطراف بلاد الشام كما حدث سنة 614م عندما اجتاحت بلاد الشام واستولت على
بيت المقدس , ثم استولت على مصر سنة 616م . ولم يستسلم هرقل امبراطور
الروم بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس في آسيا الصغرى
سنة622م , ثم استعاد منهم سوريا ومصر سنة625م , ثم هزمهم هزيمة ساحقة
سنة627م (6هـ) قرب أطلال نينوى , مما أدى إلى ثورة العاصمة (المدائن) ضد
كسرى الثاني , وعقد خليفته شيرويه الصلح مع هرقل , على أن أحوال الدولة
الفارسية لم تستقر بعد ذلك , إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية ,
حتى تعاقب على عرش فارس في تسع السنوات التالية أربعة عشر حاكماً , مما
مزّق أوصال دولة الفرس , وجعلها مسرحاً للفتن الداخلية , حتى أجهز عليها
العرب المسلمون في حركة الفتح . هذا عن الأحداث السياسية والعسكرية التي
مرت على بلاد فارس .

نظام الحكم :

كان نظام الحكم كسروياً مطلقاً , يقف على رأسه الملك , ولقبه كسرى , وصلاحياته مطلقة, وأحياناً

يوصف بصفات
الألوهية , فكسرى أبرويز وصف نفسه بـ ((الرجل الخالد بين الآلهة , والإله
العظيم جداً بين الرجال)) مما يدل على الغرور والتعاظم , في حين وصفه
المؤرخون بـ ((الملك الحقود المرائي الجشع الرعديد)) . وبينوا اهتمامه
الكبير بجمع أكوام الذهب والفضة والجواهر التي ملأت خزائنه عن طريق
المظالم التي استغل بها بؤس رعيته . وكان يلجأ الى المنجمين والكهان
والسحرة لاستشارتهم في اتخاذ قراراته المهمة.


الحياة الاقتصادية :

احتكر
الأقوياء الثروة ومصادرها , وانهمكوا في مباهج الحياة وملذاتها , وزادوا
من ثرائهم بالربا الفاحش والمكوس والضرائب الثقيلة التي فرضوها على
الضعفاء من الفلاحين والعامة , فزادوها فقراً وتعاسة , وحرّموا على العامة
أن يشتغل الواحد منهم بغير الصناعة التي مارسها أبوه, وكان العامة من سكان
المدن يدفعون الجزية كالفلاحين, ويشتغلون بالتجارة والحرف, وهم أحسن حالاً
من الفلاحين الذين كانوا تابعين للأرض , ومجبرين على السخرة, ويجرّون إلى
الحروب بغير أجر ولا إرادة. وكانت الجباة للضرائب لا يتحرزون من الخيانة
واغتصاب الأموال في تقدير الضرائب وجبايتها , وكانت الضرائب تفرض بصورة
اعتباطية وخاصة وقت الحروب.

الحالة الدينية والفكرية :

لم يعرف الفرس
الدين الحق , ولم تنتشر بينهم الأديان السماوية التي سبقت ظهور الإسلام
إلا بنطاق محدود جداً , وكان أكثرهم على المجوسية, فمنذ القرن الثالث
الميلادي صارت الزرادشتية ديناً للدولة, وقد تدهورت أخلاق رجال الدين
الزرادشتي فوصفوا بالارتداد والحرص والاشتغال بحطام الدنيا, وحاول كسرى
الثاني تجديد الزرادشتية وإحياء معابد النيران ونشر تفسير جديد لكتابها
((الآفستا)) وكانت عقوبة من يخرج عليها الإعدام . وتقوم العقيدة
الزرادشتية على الثنوية , أي وجود إلهين في الكون هما إله النور (اهورا
مزدا) وإله الظلام (أهد يمن) وهما يتنازعان السيطرة على الكون , ويقف
البشر الأخيار مع إله الخير , والأشرار مع إله الظلام، وتقدس الزرادشتية
النار , وقد أقيمت معابد النيران في أرجاء الدولة , ويعرف رجال الدين
الزرادشتيون بـ (الموابذة) وكل منهم يرأس مجموعة يسمون (الهرابذة) وهم
الذين يخدمون نار المعبد في كل قرية . وهذه المعتقدات الباطلة لا تقدر أن
تهب النفوس البشرية الطمأنينة والراحة النفسية, ولا تشبع تطلعها الى عبادة
الله الواحد الحق , ولا تمنحها القيم الاخلاقية الرفيعة , ولاقواعد العدل
الاجتماعي .

الحالة الاجتماعية والأخلاقية :

كانت الحياة
الاجتماعية في إيران تقوم على عمادين: النسب والملكية، فكان يفصل النبلاء
عن الشعب حدود محكمة , وكان لكل فرد مرتبته ومكانه المحدد في الجماعة ,
وكان من قواعد السياسة الساسانية المحكمة ألا يطمع أحد في مرتبة أعلى من
المرتبة التي يخولها له مولده.
وتقوم الأسرة على أساس تعدد الزوجات ,
وشاع بينهم الزواج بين المحارم , وكان وضع المرأة يشبه وضع الرقيق حيث
بامكان الزوج أن يتنازل عنها لزوج آخر دون رضاها , كما شاعت عادة التبني
للأولاد . وقد انتشرت الإباحية وعم الفساد الخلقي والاجتماعي خاصة عندما
انتشرت المزدكية التي دعا إليها مزدك (ولد سنة 487م) .

وبالجملة: فإن
أحوال العالم قبل الإسلام وصلت إلى حالة- من السوء والانحطاط - لا توصف،
فأنزل الله دينه القويم، ورحمته للناس أجمعين، فهدى الله به من الضلالة،
وبصَّر به من العمى، فمن قبله سعد في الدنيا والآخرة، ومن رده شقي في
الدنيا والآخرة.
















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:40 pm






دولة الروم البزنطية ( قبل البعثة )

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية

كانت
الإمبراطورية البيزنطية تضم الروم في آسيا الصغرى (تركيا حالياً) وتتوسع
فتحتل الأقطار الواقعة على حوض البحر المتوسط الشرقي والجنوبي , وبذلك
جمعت أجناسا عديدة من البربر والقبط والعرب إلى جانب الروم , ولم يكن بين
هذه العناصر تجانس في الجنس واللغة والثقافة والتقاليد , ورغم انتشار
النصرانية بين هذه الشعوب , لكنها لم تحقق لها الانسجام بسبب الخلاف
المذهبي الذي اضعف ولاء رعايا الإمبراطورية في الشام ومصر لها وكان نظام
الحكم ملكياً مطلقاً .

فالنصرانية لا تنظم المجتمع والدولة , بل تكتفي بتنظيم العلاقة بين الناس وخالقهم وشعارها (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله) .

1- الحالة السياسية والاقتصادية :

وكانت
الفكرة السائدة التي تدعمها الكنيسة النصرانية هي أن الله اختار
الإمبراطور لهذا المنصب , فأضحى بذلك موطن تبجيل وتقديس من رعاياه في أمور
السياسة والدين وكانت الطقوس والمراسيم تجري في البلاط بمشاركة الكنيسة
ورجال البلاط , فإذا طلع الإمبراطور ركعوا أمامه جميعاً. ورغم النصرانية
فإن القانون الروماني والحضارة اليونانية الوثنية كانا يسودان الحياة.

إن الإمبراطور البيزنطي الذي عاصر ظهور الإسلام هو هرقل
610 - 641م ويعتبر من أعظم الأباطرة في التأريخ البيزنطي , حيث سعى إلى
تجديد الإمبراطورية و إعادة تنظيم الدولة وبناء جيوشها وزيادة ثرائها
بتنظيم الضرائب وطرق الجباية وتمكن من إحراز النصر على الإمبراطورية
الساسانية التي كانت تتفوق عسكرياً على الروم .

وقد أشار القرآن الكريم إلى النصر الرومي النصراني على فارس المجوسية , وفرح المسلمون في مكة به , وكانت حملات هرقل على فارس بين سنتي 622 - 628م (سنة12 بعد البعثة المحمدية - 5هـ)

أما الحالة الاقتصادية , فإن الربا والاحتكار هما أساسا النظام , وقد فرض هرقل
ضرائب جديدة على أهالي الولايات المستائين من الحكم الروماني لتسديد الدين
الكبير لحروبه مع فارس , وقد أصيبت الإمبراطورية البيزنطية بانحطاط هائل
نتيجة المغالاة في المكوس والضرائب والانحطاط في التجارة وإهمال الزراعة
وتناقص العمران , ويكفي لبيان كيفية إدارة الإمبراطورية للولايات الخاضعة
لها أن نستشهد بقول بتلر عن إدارة
مصر : (إن الروم كانوا يجبون من مصر جزية على النفوس , وضرائب أخرى كثيرة
العدد) ويقول : (مما لا شك فيه إن ضرائب الروم كانت فوق الطاقة وكانت تجري
بين الناس على غير عدل) ويقول (إن حكومة مصر الروحية لم يكن لها إلا غرض
واحد , وهو أن تبتز الأموال من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين). وحتى الروم
أنفسهم تعرضوا لثقل الضرائب وخاصة الفلاحين الذين اضطرتهم الضرائب الباهضة
إلى بيع أراضيهم والهجرة إلى المدن .

2- الحالة الدينية والفكرية :

رغم أن الإمبراطورية البيزنطية تدين بالنصرانية , لكن تعاليم النصرانية لم تبق كما جاء بها عيسى
عليه السلام "بل إن تعاليم الكنيسة انطوت على قدر كبير من تفكير الفلاسفة
الوثنيين , واستخدمت الكنيسة وسائلهم واسلحتهم العقلية في شرح العقيدة
المسيحية" .

وخلاصة القول أن النصرانية الحقة فقدت روحانيتها ووحدانيتها لما أدخله إليها داعيتها الكبير بولس
من تعاليم وثنية نشأ عليها قبل تنصره , ولما تنصر الإمبراطور البيزنطي
قسطنطين أدخل إليها مزيجا من الخرافات اليونانية والوثنية الرومانية
والأفلاطونية المصرية والرهبانية , وبذلك تحرفت الديانة وضاعت تعاليمها
الأصلية , وانحدرت إلى عبادة القديسين والصور .

وقد وقع الخلاف
المذهبي الذي كان محوره تفسير طبيعة المسيح عليه السلام بين سكان
الإمبراطورية , فقد تبنت الدولة مذهب الملكانية الذي يرى أن للمسيح
طبيعتين ؛ إلهية وبشرية , في حين انتشر مذهب اليعاقبة والمنوفستية في بلاد
الشام ومصر , وهو يرى أن للمسيح طبيعة واحدة إلهية , وقد أدى هذا الاختلاف
إلى شقاق عنيف بين الدولة ورعاياها , وحاول هرقل
توحيد مذهب الإمبراطور , فعقد مجمعاً دينياً انتهى إلى إقرار عدم الخوض في
طبيعة المسيح والاكتفاء بالقول بأن لله إرادة واحدة, لكن المصريين قاوموه
فاضطهدهم بالتعذيب والتحريق , وفشلت محاولة التوحيد الديني , وضعف ولاء
اليعاقبة والمنوفستية في الشام ومصر للإمبراطورية البيزنطية .

وهذا الخلاف المذهبي يوضح مدى الانحدار الفكري والانحراف العقدي الذي أصاب شعوب الإمبراطورية حتى جعلوا عيسى
عليه السلام وهو عبد الله ورسوله إلهاً سبحان الله عما يقولون . وكانت
طبقات المجتمع البيزنطي جميعاً تؤمن بالتنجيم , والتنبؤ بالغيب , والعرافة
, والاتصال بالشياطين والتمائم.

3- الحالة الاجتماعية والأخلاقية :

انتقلت
تقاليد المجتمع اليوناني والروماني إلى الدولة البيزنطية , فلا غرابة إذا
ما شاع الفساد الأخلاقي والانحلال الاجتماعي داخل البلاط وفي أوساط الشعب
. وكان الإمبراطور وقادة الجيش وكبار رجال الكنيسة يعيشون في أعلى السلم
الاجتماعي في حين يقبع آلاف العبيد في المزارع الضخمة حيث يعانون من سوء
التغذية وتدني مستوى المعيشة . ويقترب من مستواهم المعيشي الأحرار الذين
يشتغلون في الصناعات , وهذه الطبقات من الفقراء كانوا يحسون بسوء حالهم ,
وكثيراً ما حاولوا القيام بثورات لم يوفقوا فيها . وكان أصحاب الأعمال
الذين يستخدمونهم يؤلفون من بينهم طبقة وسطى كبيرة العدد.

وهكذا
فإن الطبقية والإقطاع وفقدان العدالة الاجتماعية كانت تطبع المجتمع
البيزنطي , كما كانت القسوة والعنف والتعصب والجهل والخرافة تطبع حياة
الأفراد , وما ذلك إلا بسبب ضعف الإيمان الصادق بالله ورسله , وطغيان
المظاهر الخادعة على الحياة الدينية في الإمبراطورية. ورغم مظاهر الضعف
والفساد في الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية في وقت ظهور الإسلام
وقيام حركة الفتوح الإسلامية , فإن الخطأ المبالغة في وصف ضعفها , فقد
تمكنتا من حشد جيوش جرارة أمام تقدم المسلمين , وكانت جيوشهما تتفوق عدداً
وعدة على المسلمين , ولكن الإيمان الصادق وروح الجهاد ونصر الله للمسلمين
هو الذي أكسبهم المعارك الطويلة التي خاضوها ضد قوى منظمة وجيوش متمرسة
وقلاع حصينة وأمم عريقة .

















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:48 pm






الجزيرة العربية "الحالة الفكرية والاجتماعية" عند ظهور الإسلام

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية
تقدم معنا في مقال سابق أن العرب قبل الإسلام كانوا في شر حال، والخلل
داخل في جميع نواحي حياتهم ، ومن ذلك الحياة الفكرية
والاجتماعية والأخلاقية، وسنقف على مايتعلق بحال شبة الجزيرة العربية من
الناحية الفكرية والاجتماعية في الأسطر التالية :

1- الحياة الفكرية:
يتكلم
سكان شبه جزيرة العرب اللغة العربية , وتنتمي إلى مجموعة اللغات السامية ,
بل هي أقدمها . وأقدم نقوش عثر عليها باللغة العربية ترجع إلى القرن
الرابع الميلادي . وقد قامت حركة أدبية شفهية واسعة شعراً ونثراً ,
صاحبتها حركة نقدية للخطب والأشعار التي كانت تلقى في الأسواق الجاهلية
(عكاظ , المربد , مجنة ...) , وقد ساعدت هذه اللقاءات الأدبية على توحيد
لغة العرب , حيث سادت لغة قريش التي نزل بها القرآن . فتمكن العرب جميعا
من فهمه لما حدث من تقارب في لغتهم ولهجاتهم . ويفصح شعرهم وخطبهم قبيل
الإسلام عن براعة أدبية وتوسع لغوي وذوق للمعاني مما يدل على الرقي
والازدهار الأدبي مما هيأ للمعجزة البيانية للقرآن حيث تحداهم فيما يجيدون
من صناعة الكلام وبلاغة التعبير ورهافة الشعور وقوة الحس .

وقد
أنجز القرآن وحدة العرب اللغوية عندما قرؤوه باعتبار أول كتاب مدون في
تاريخهم بعد تاريخ أدبي محفوظ . ومن الجدير بالذكر أن العرب لم يتأثروا
بالفلسفات اليونانية والقوانين الرومانية , ولم تنشأ بينهم مدارس فكرية
معقدة , فكانوا مهيئين لتلقي الرسالة الإسلامية وحملها بنقاوتها وصفائها
دون أن تشوبها أو تدخلها أفكار أجنبية فكان ذلك من تهيئة الله تعالى
الظروف الملائمة لاستقبال العرب لرسالة الإسلام .

2- الحالة الاجتماعية والأخلاقية:
تعتبر القبيلة هي الوحدة الاجتماعية في بلاد العرب , وتتكون من :

الصليبية : وهم رجال القبيلة الذين تربطهم روابط الدم , فهم ينتمون إلى سلف واحد .
والحلفاء : وهم رجال أو قبائل صغيرة انتمت إلى القبيلة لاحتماء بها .
والعبيد : ومصدرهم أسرى الحرب أو الشراء .

ويرأس
القبيلة شيخ يتصف بالحكمة والشجاعة والكرم , وعادة يكون كبير السن .
ويجتمع أعيان القبيلة حول الشيخ في خيمته أو بيته لتدارس شؤون القبيلة
ومصالحها , والتحكيم بين أفرادها عندما يقع بينهم خلاف , وبذلك تمارس
الشورى بنطاق محدود . وقد تتحالف عدة قبائل كبيرة ضد قبائل أخرى , أو
للقيام بمهمة ما ، كما حدث في مكة في حلف الفضول , أو تعقد بينها معاهدات
" إيلاف " تضمن سلامة الطرق التجارية كما في إيلاف قريش مع القبائل
العربية التي تسكن على إمتداد تلك الطرق .

وقد استمرت الحروب بين
القبائل العربية حتى غلب الإسلام عليها , مثل حروب الأوس والخزرج في
المدينة , وبكر وخزاعة قرب مكة وكان العربي قبل الإسلام يتزوج عادة بامرأة
أو أكثر دون تحديد , ولم يكن الحجاب شائعاً بين النساء , ووجد الاختلاط
بين الرجال والنساء , ولكنهم سمّوا من يكثر من مخالطة النساء " بالزير ".

وكانت
أنواع الزواج تأخذ صيغاً مختلفة منها الزواج بخطبة ومهر وهو الشائع بينهم
وقد أقره الإسلام , ومنها صيغ أخرى حرمها الإسلام . وفي الغالب كان
الأبوان يزوجان البنت دون أن يكون لها رأي , وقد منع الإسلام ذلك .

ويحب
العربي إنجاب الأبناء ويكره البنات , لقدرة الذكر على القتال , وحماية
القبيلة من أعدائها , والقيام بالغزو للآخرين . في حين لا تشترك النساء في
الحرب , كما أنهن عرضة للسبي . وكانت بعض القبائل تمارس عادة وأد البنات
بدفنهن عند الولادة , وهي عادة كانت تشيع في أمم أخرى عاصرتهم بنطاق واسع
, وكان الدافعان الرئيسيان للوأد هما خوف العار والفقر . وقد عرف العربي
قبل الإسلام بالكرم والشجاعة والصدق والصراحة والعفو عند المقدرة , وحب
الحرية , والحفاظ على العرض , والذود عن الحمى , وقد أكد الإسلام على هذه
الصفات و أثنى عليها , كما عرف بالتفاخر والغطرسة والكبرياء , وبالغزو
وقطع طرق القوافل ونهبها وطلب الثأر مهما طال الزمن وشرب الخمور , وقد
حرّم الإسلام ذلك . ويهتم العربي بنظافة بدنه ودهن شعره وتمشيطه وضفره
وبخضاب الشيب بالحناء والوسمة والزعفران والتطيب بأنواع الطيب لكنه يهمل
ذلك كله عند طلب الثأر .

وهذا العرض الإجمالي للأوضاع
السائدة في شبه جزيرة العرب يوضح أحوال البيئة التي بزغ فيها فجر الإسلام
وسطعت من خلاله أنوار الوحي على العالم كله وفي مقدمته بلاد العرب التي
ظهر منها رسول الإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام .

















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:53 pm






الجزيرة العربية " الحالة الدينية " عند ظهور الإسلام

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية

تحدثنا في مقال سابق عما أصاب الحياة في العالم كله - وفي جزيرة العرب
خاصة - من فساد وضلال قبل الإسلام ، حتى إن الله تعالى نظر إلى أهل الأرض
فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ، كما ورد في الحديث، وفي
مقالنا هذا نبين حال شبة جزيرة العرب من الناحية الدينية قبل بعثة النبي
صلى الله عليه وسلم .

- الوثنية :
كانت الوثنية تسود شبه جزيرة العرب , رغم ظهور أفراد من الموحدين عرفوا
بالأحناف في مكة , ورغم انتشار محدود لليهودية في اليمن والمدينة ,
وانتشار محدود للنصرانية في نجران والحيرة ودوحة الجندل وأطراف الشام .
والوثنية العربية تؤمن بوجود الله , لكنها تتخذ الآلهة المصنوعة من الحجر
والخشب والمعدن وسيلة للقرب إليه . والايمان بالله هو من بقايا دين إبراهيم وإسماعيل
- عليهما السلام - والديانات السماوية الأخرى المنزلة في مدن عربية قديمة
مثل مدائن صالح وعاد وثمود . ولكن عقيدة التوحيد أصابها التحريف واتخذت
عبادة الأصنام والأوهام التي كانت تنتشر في الحضارات القديمة حول شبه
الجزيرة لدى الآشوريين والبابليين والسومريين والعموريين والآموريين في
بلاد العراق والشام.

وكانت عبادة الآلهة المزعومة تنتقل بين تلك
الأقوام , ومنها دخلت إلى شبه جزيرة العرب حيث عبدت اللاّت ومناة والعزّى
وهبل وسواع وودّ , إلى جانب تقديس الأسلاف والحيوانات وعبادة النجوم
والشمس والقمر والدبران والثريا والشعريان , وعبادة الجن والملائكة والنار
, وكانوا ينكرون النبوة والبعث بعد الموت , وتظهر بينهم الكهانة والعرافة
والسحر , وتشيع الأساطير والخرافات .

وقد اتخذ العرب أماكن خاصة لعبادة الأصنام التي اشتهر منها الكعبة المكرمة التي بناها إبراهيم وإسماعيل
عليهما السلام لعبادة الله الواحد فأحاطها المشركون بالأصنام التي بلغ
عددها ثلثمائة وستين صنماً تعبدها القبائل التي تؤم البيت للحج وتقدم لها
القرابين والنذر , ومن الأماكن الأخرى للعبادة ذو الخلصة وذوى الشرى وذو
الكفين.

وكان العرب يتخذون التمائم والتعاويذ والرقى , ويحملون
أسنان ثعلب أو كعب أرنب ؛ ويعتقدون أن فيها قوى سحرية خفيّة , تجلب
لحاملها الخير , وتبعد عنه الشر. وكانوا يستقسمون بالأزلام ؛ وهي عيدان
عليها رموز وعلامات يرمونها بالماء , وينتظرون خروجها , وبذلك يستشيرون
آلهتهم فيما سيقدمون عليه من عمل.

- اليهودية
: أما العقائد الأخرى التي انتشرت بصورة محدودة كما سبق ذكره فمنها
اليهودية التي تمثلها بعض القبائل في المدينة والأفراد في اليمن واليمامة
وكانوا يستعملون في أدبياتهم الدينية اللغة العبرية والآرامية , ويتكلمون
العربية فيما بينهم في حياتهم اليومية , وقد تأثروا بعادات العرب وتسموا
بأسمائهم , وكانت لهم مدارس يتدارسون فيها التوراة والمشنا والتلمود ,
وتعرف بالمدارس التي هي موضع عبادة وصلوات وندوات لهم أيضاً . وكانوا
يتعاطون السحر , ويحرمون العمل يوم السبت , ويصومون عاشوراء , ويلزمون
بالأعياد اليهودية , ومعظمهم أميون كما وصفهم القرآن.

- النصرانية
: ومن العقائد الاخرى النصرانية التي دخلت بلاد العرب عن طريق التبشير
الذي قام به الرهبان والتجار النصارى والرقيق المستورد من بلاد نصرانية
وكانت الامبراطورية البيزنطية تشجع التبشير ، لأنه يمهد لسلطانها السياسي
. وقد انتشر مذهب اليعاقبة من بلاد الشام والعراق إلى دومة الجندل وأيلة
وبعض دياطيء , وأفراد بمكة ويثرب والطائف وخاصة من الأحابيش والرقيق .

لكن
أهم مراكز النصرانية في بلاد العرب كانت في اليمن وخاصة نجران , كما
انتشرت بصورة محدودة في البحرين وقطر وهجر . وكانت الآرامية هي لغة العلم
والدين عند النصارى الشرقيين عامة ؛ ولكن الإنجيل كان يكتب بالعربية أيضاً
كما في خبر ورقة بن نوفل.

- المجوسية
: وقد انتشرت المجوسية من إيران إلى بعض بلاد العرب , كالحيرة بحكم الجوار
, واليمن لورود الحملة الفارسية عليها لطرد الاحباش , وحضرموت ومناطق أخرى
شرق شبه جزيرة العرب لقربها من إيران , ولم يكن هذا الانتشار المحدود
بدعوة من المجوس , لأنهم لا يحرصون على ادخال الغرباء في دينهم القومي.

- الصابئة
: وكان للصابئة انتشار محدود في العراق وحرّان , وقد انتشرت لفظة (صبأ)
بمعنى الخروج من الدين في مكة والطائف حيث اطلقها المشركون على المسلمين
لخروجهم من الشرك إلى الإسلام .

كانت تلك لمحات عن الحالة الدينية التي مرت بها الجزيرة الاسلامية عند ظهور الدين الإسلامي. والله أعلم . < p>



















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدي
الرتبه:
رئيس المنتدي
الصورة الرمزية
 
سيف العدالة

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 2661
نقاط : 100080
التقيم : 72
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
العمر : 29
الموقع : https://faresonline.yoo7.com/
الأوسمة : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) 78c57f10
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://faresonline.yoo7.com

 

موضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 8:18 pm






الجزيرة العربية " الحالة السياسية والاقتصادية " عند ظهور الإسلام

استضافة الملف بواسطة مركز الملفات - مجموعة ترايدنت العربية


إن
السيرة النيوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام عبارة- في الحقيقة -عن
الرسالة التي حملها الى البشرية، وأخرج بها الناس من الظلمات إلى النور،
ومن عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ولا يمكن استحضار صورتها الرائعة
بتمامها إلا بالنظر إلى واقع العالم قبلها - أعني رسالة الإسلام - خاصة
الجزيرة العربية، وماكان فيها من خلل كبير في جميع النواحي، مما سنقف عليه
في مقالنا التالي:

1- الحالة السياسية والاقتصادية:
كانت
شبه جزيرة العرب مفككة سياسياً لا توحدها دولة , ولا تديرها حكومة , وكانت
الدول القديمة التي قامت في اليمن ونجد وأطراف العراق والشام قد اندثرت ,
وطغت البداوة على المدن الباقية في الحجاز , فكانت القبيلة هي الوحدة
السياسية والإجتماعية , وكانت مكة تدار من قبل الملأ في دار الندوة.


والمدينة في حالة نزاع دائم بين الأوس والخزرج تمخض عن ذلك محاولة إنشاء حكم ملكي , لكن انتشار الإسلام فيها حال دون ذلك.

أما
دولة المناذرة في الحيرة ودولة الغساسنة في الأردن والجولان فقد سمح الفرس
والروم للدولتين بالنشوء لتكونا دولتين حاجزتين تصدان عنهما غزو القبائل
العربية , وتتوليان حماية القوافل التجارية . وقد أسقط الفرس دولة
المناذرة سنة 602م قبل البعثة المحمدية بثمان سنوات .

- أما
الأحوال الاقتصادية في شبه جزيرة العرب , فقد كانت البادية تعتمد على
الاقتصاد الرعوي , فالقبائل العربية تستقر في الأماكن التي يتوفر فيها
الماء وتصلح لرعي الإبل والأغنام والماعز .

وعندما يشح الماء
فإنها تضطر للانتقال مما يجعلها في حروب مع بعضها للحصول على المورد
الأفضل . وتوجد في شبه جزيرة العرب واحات زراعية متناثرة يستقر فيها
السكان لكنها عرضة لغزو البدو لها .

ويقوم في المدن نشاط تجاري
وزراعي وصناعي , وقد يغلب عليها نوع من هذه النشاطات , فمكة كان يغلب
عليها النشاط التجاري ؛ لأنها تقع بواد غير ذي زرع , وتتحكم بطرق التجارة
بين اليمن والشام حيث تمر القوافل محملة بالتوابل والبخور والعطور , وقد
استفادت مكة من مكانة الكعبة الدينية عند العرب في حماية قوافلها التجارية
وعقد " الإيلاف " مع القبائل التي تجتاز ديارها , واشتهرت برحلة الصيف الى
الشام ورحلة الشتاء الى اليمن .

أما المدينة - وكانت تعرف قبل
الإسلام بيثرب - فكان يغلب عليها الاقتصاد الزراعي حيث اشتهرت ببساتين
النخيل والأعناب والفواكه الأخرى والحبوب و الخضروات.

أما الطائف
فقد غلبت عليها الزراعة وخاصة بساتين الأعناب والفواكه و الخضروات , وكذلك
الصيد حيث تتوافر فيها الحيوانات البرية كالبقر الوحشي والحمار الوحشي
والغزلان والظباء والأرانب.
وأما اليمامة فاشتهرت بزراعة القمح الذين كان يزيد عن حاجاتها فتصدر منه إلى الحجاز .

وأما
اليمن ففيها زراعة واسعة ومناطق رعوية طبيعية إضافة إلى قيامها بالنشاط
التجاري الكبير بنقل التوابل والبخور والعطور والأبنوس والعاج والحرير من
الهند إلى بلاد العرب والشام .

وكانت السواحل الشرقية لشبه جزيرة
العرب تربط تجارة الصين والهند بالهلال الخصيب (العراق وسوريا ) . وكانت
شبه جزيرة العرب تستورد الدقيق والزيت والأقمشة من الشام , كما تستورد
التمور والأُدم من العراق . وقد ساعدت أسواق العرب في الجاهلية على نشاط
التبادل التجاري , واشتهرت منها أسواق عكاظ ومجنّة وذي المجاز ودومة
الجندل ونطاة - بخيبر - وبدر وحباشة .

واستعمل العرب الدينار
البيزنطي والدرهم الفارسي في التبادل التجاري , كما استعملوا المكاييل
والموازين ومقاييس الطول في عمليات البيع والشراء .

أما الصناعة في شبه الجزيرة العربية , فقد اشتهرت اليمن بصناعة البرود اليمانية.


وعرفت
المدينة بصياغة الحلي الذهبية والفضية ؛ وصناعة السيوف والرماح والقسي
والنبال والدروع والحراب , كما قامت في المدن العربية حرف التجارة
والحدادة والصياغة والدباغة , والغزل والنسيج , والخياطة , والصباغة .
ولكن معظم الحرفيين كانوا من الموالي والعبيد ولم يكونوا عرباً . وقد شاع
التعامل بالربا في مكة والطائف ويثرب ونجران , ومارسه اليهود وانتقل منهم
إلى العرب , وكان على نوعين :
ربا النسيئة ؛ وهو زيادة المبلغ على المدين مقابل تأجيل الدفع .


وربا الفضل وهو الزيادة التي تترتب على بيع العينات المتماثلة بسبب اختلاف جودتها .


وكان الربا يؤخذ أضعافا مضاعفة , وقد حرمه الإسلام بنوعيه , قال تعالى: { وأحل الله البيع وحرّم الربا } (البقرة 275).

وكان
العرب يعرفون أنواعاً من المعاملات المالية كالقراض والمضاربة والرهن ,
وكان الغرر يحيط بكثير من عقود البيع والشراء كالمنابذة والملامسة والنجش
وبيع الحاضر للبادي . وكذلك كان الاحتكار يدخل في معاملاتهم التجارية ,
كما تفرض عليها المكوس الباطلة . وقد حرّم الإسلام البيوع التي فيها غرر
أو ضرر كما حرم الربا والاحتكار تحقيقاً للعدل بين الناس . فعاش الناس في
خير ورفاهية لما تمسكوا بهدي الإسلام في سياستهم واقتصادهم، وأصابهم الضنك
والضيق لما تنكبوا الصراط المستقيم. والله الموفق .




















 الموضوع الأصلي : قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: سيف العدالة


قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» قصة سيدنا محمد صلي الله عليه سلم ( من بدر إلي الحديبيه )
» قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( من الهجره إلي بدر )
» قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( من المولد إلي البعثه )
» قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( من البعثه إلي الهجرة )
» قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( مقدمات في السيرة النبويه )


الكلمات الدليلية (Tags)
لا يوجد


الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) , قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) , قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) ,قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) ,قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) , قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته )
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
>




مواضيع ذات صلة


قصة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الجزيرة العربيه قبل البعثته ) Cron
تصميم منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين