>



التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله

 
بوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات فارس أون لاين ::   ::   :: منتديات العالم الأسلامي ::   :: قسم الفتاوي :: قائمة بالعلماء و المفتين :: شيخ الإسلام ابن تيمية

 
شاطر
بيانات كاتب الموضوع
التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الوزير
الرتبه:
الوزير
الصورة الرمزية
 

البيانات
عدد المساهمات : 999
نقاط : 87486
التقيم : 2
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله  التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله  Emptyالجمعة أكتوبر 08, 2010 4:51 pm






السؤال:

التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله

المفتي:

شيخ الإسلام ابن تيمية

الإجابة:

فالتوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب، ويكون في أعمال القلب؛ ولهذا قال الجنيد‏:‏ التوحيد قول القلب، والتوكل عمل القلب‏.‏

أراد بذلك التوحيد الذي هو التصديق، فإنه لما قرنه بالتوكل جعله أصله، وإذا أفرد لفظ التوحيد، فهو يتضمن قول القلب وعمله، والتوكل من تمام التوحيد‏.

‏‏ وهذا كلفظ الإيمان فإنه إذا أفرد دخلت فيه الأعمال الباطنة والظاهرة، وقيل‏:‏ الإيمان قول وعمل، أي‏:‏ قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارج، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه "الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا اللّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"‏‏، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ}‏‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 15‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ‏.‏ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ‏.‏ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً‏}‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 2ـ4‏]‏ وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ‏}‏‏ ‏[‏النور‏:‏ 62‏]‏‏.‏

والإيمان المطلق يدخل فيه الإسلام كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لوفد عبد القيس "آمركم بالإيمان باللّه، أتدرون ما الإيمان باللّه‏؟‏ شهادة أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً رسول اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم‏"‏‏؛ ولهذا قال من قال من السلف‏:‏ كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً‏.

‏‏ وأما إذا قرن لفظ الإيمان بالعمل أو بالإسلام، فإنه يفرق بينهما كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ‏}‏‏ ‏[‏البينة‏:‏ 7‏]‏، وهو في القرآن كثير، وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما سأله جبريل عن الإسلام والإيمان والإحسان فقال"الإسلام‏:‏ أن تشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت‏‏‏.‏ قال‏:‏ فما الإيمان‏؟‏ قال‏:‏ ‏أن تؤمن باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره‏‏‏.‏ قال‏:‏ فما الإحسان‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏أن تعبد اللّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏".‏ ففرق في هذا النص بين الإسلام والإيمان لما قرن بين الاسمين، وفي ذلك النص أدخل الإسلام في الإيمان لما أفرده بالذكر‏.

‏‏ وكذلك لفظ ‏[‏العمل‏]‏ فإن الإسلام المذكور هو من العمل، والعمل الظاهر هو موجب إيمان القلب ومقتضاه، فإذا حصل إيمان القلب حصل إيمان الجوارح ضرورة، وإيمان القلب لابد فيه من تصديق القلب وانقياده، و إلا فلو صدق قلبه بأن محمداً رسول اللّه، وهو يبغضه ويحسده ويستكبر عن متابعته، لم يكن قد آمن قلبه‏.

‏‏ و‏[‏الإيمان‏]‏ وإن تضمن التصديق، فليس هو مرادفاً له، فلا يقال لكل مصدق بشيء‏:‏ أنه مؤمن به‏.‏

فلو قال‏:‏ أنا أصدق بأن الواحد نصف الاثنين، وأن السماء فوقنا، والأرض تحتنا، ونحو ذلك مما يشاهده الناس ويعلمونه، لم يقل لهذا‏:‏ أنه مؤمن بذلك، بل لا يستعمل إلا فيمن أخبر بشيء من الأمور الغائبة كقول إخوة يوسف‏:‏ ‏{‏‏وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا‏}‏‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 17‏]‏، فإنهم أخبروه بما غاب عنه وهم يفرقون بين من آمن له وآمن به فالأول‏:‏ يقال للمخبر، والثاني‏:‏ يقال للمخبر به كما قال إخوة يوسف‏:‏ ‏{‏‏وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا‏}‏‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ‏}‏‏ ‏[‏يونس‏:‏ 83‏]‏‏.

‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ‏}‏‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 61‏]‏، ففرق بين إيمانه باللّه وإيمانه للمؤمنين، لأن المراد يصدق المؤمنين إذا أخبروه، وأما إيمانه باللّه فهو من باب الإقرار به‏.‏

ومنه قوله تعالى عن فرعون وملئه‏:‏ ‏{‏‏أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا‏}‏‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 47‏]‏، أي‏:‏ نقر لهما ونصدقهما‏.

‏‏ ومنه قوله‏:‏ ‏{‏‏أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 75‏]‏، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي‏}‏‏ ‏[‏العنكبوت‏:‏ 26‏]‏، ومن المعني الآخر قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 3‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 285‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 177‏]‏، أي‏:‏ أقر بذلك ومثل هذا في القرآن كثير‏.‏

والمقصود هنا أن لفظ ‏[‏الإيمان‏]‏ إنما يستعمل في بعض الأخبار، وهو مأخوذ من الأمن، كما أن الإقرار مأخوذ من قر، فالمؤمن صاحب أمن، كما أن المقر صاحب إقرار، فلابد في ذلك من عمل القلب بموجب تصديقه، فإذا كان عالماً بأن محمداً رسول اللّه، ولم يقترن بذلك حبه، وتعظيمه بل كان يبغضه ويحسده ويستكبر عن إتباعه، فإن هذا ليس بمؤمن به، بل كافر به‏.‏

ومن هذا الباب‏:‏ كفر إبليس، وفرعون، وأهل الكتاب الذين يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وغير هؤلاء، فإن إبليس لم يكذب خبراً ولا مخبراً، بل استكبر عن أمر ربه‏.‏ وفرعون وقومه قال اللّه فيهم‏:‏ ‏{‏‏وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً‏}‏‏ ‏[‏النمل‏:‏ 14‏]‏، وقال له موسى‏:‏ ‏{‏‏لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلَاء إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ‏}‏‏‏[‏الإسراء‏:‏ 102‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 146‏]‏‏.

‏‏ فمجرد علم القلب بالحق إن لم يقترن به عمل القلب بموجب علمه مثل محبة القلب له وإتباع القلب له لم ينفع صاحبه، بل أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه اللّه بعلمه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول "اللّهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع‏"‏‏‏.

‏‏ ولكن الجهمية ظنوا أن مجرد علم القلب وتصديقه هو الإيمان، وأن من دل الشرع على أنه ليس بمؤمن، فإن ذلك يدل على عدم علم قلبه، وهذا من أعظم الجهل شرعاً وعقلاً، وحقيقته توجب التسوية بين المؤمن والكافر؛ ولهذا أطلق وكيع بن الجراح وأحمد ابن حنبل وغيرهما من الأئمة كفرهم بذلك، فإنه من المعلوم أن الإنسان يكون عالماً بالحق ويبغضه لغرض آخر، فليس كل من كان مستكبراً عن الحق، يكون غير عالم به، وحينئذ فالإيمان لابد فيه من تصديق القلب وعمله، وهذا معنى قول السلف‏:‏ الإيمان قول وعمل‏.‏

ثم إنه إذا تحقق القلب بالتصديق والمحبة التامة المتضمنة للإرادة، لزم وجود الأفعال الظاهرة، فإن الإرادة الجازمة إذا اقترنت بها القدرة التامة لزم وجود المراد قطعاً، وإنما ينتفي وجود الفعل لعدم كمال القدرة، أو لعدم كمال الإرادة، و إلا فمع كمالها يجب وجود الفعل الاختياري، فإذا أقر القلب إقراراً تاماً، بأن محمداً رسول اللّه وأحبه محبة تامة، امتنع مع ذلك ألا يتكلم بالشهادتين مع قدرته على ذلك، لكن إن كان عاجزاً لخرس، ونحوه أو لخوف، ونحوه لم يكن قادراً على النطق بهما.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء العاشر.
















 الموضوع الأصلي : التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: Zero


التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» فصل في التوحيد في العبادات
» سُئلَ :عن حديث ‏أخرجه أبو سعيد في[‏أقوال أهل السنة‏]‏
» أقوال النجوم / متجدد بإذن الله
» أقوال العلماء في حديث (( من آذى ذمياً فقد آذاني ))
» صار الناس في الإيمان والإسلام على ثلاثة أقوال


الكلمات الدليلية (Tags)
لا يوجد


الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله , التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله , التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله , التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله , التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله , التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
>




مواضيع ذات صلة


 التوحيد والإشراك يكون في أقوال القلب وأعماله  Cron
تصميم منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين