لطف الله تعالى

 
بوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات فارس أون لاين ::   ::   :: منتديات العالم الأسلامي ::   :: منوعات إسلامية

 
شاطر
بيانات كاتب الموضوع
لطف الله تعالى
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
نائب المدير
الرتبه:
نائب المدير
الصورة الرمزية
 
ديني عصمــة أمــري

البيانات
البلد : مصر
انثى
عدد المساهمات : 2415
نقاط : 94789
التقيم : 23
تاريخ الميلاد : 04/05/1998
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 26
العمل/الترفيه : جمع الحسنات ورضا رب السماوات
الأوسمة : لطف الله تعالى 1_125911
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: لطف الله تعالى لطف الله تعالى Emptyالجمعة يوليو 22, 2011 10:55 pm






أخبرني متعجباً أن ابن خالتها قدم من العراق إلى
الشارقة يطلب يدها .
قلت له : الأمر عادي يا أبا أيمن ، لعل الله تعالى بحكمته سبحانه يريد أن يخلق
ولداً – صبياً أو أنثى – ليخدمها ، فلستَ وأمها خالدين . ولو طال عمركما
فستكونان – مثلها - بحاجة لمن تستعينان به في بعض أموركما ، هذه سنة الحياة يا
أخي أبا أيمن .
قال : ولكنك تعلم أن نصفها السفلي مشلول تماماً ، ولا تتحرك إلا على الكرسي أو
زحفاً ، ولا يتزوج الرجل المرأة إلا لحاجته إليها ، وأنّى لعاجزة تحتاج من يقدم
لها حتى الماء لتشربه أو تود من يعينها في قضاء حاجتها أن تقوم بواجب الزوج ؟!

قلت : لعل الله تعالى آذن بالفرج يا صاحبي ، فأرسل هذا الفتى ليكون سبب وجود
الطفل في حياة أمه ، يعيش لها ، ويقوم على خدمتها ، فيملأ حياتها بهجة وسروراً
وينسيها بحركاته وضحكاته مرارة الحياة وقسوتها .
انطلق أبو أيمن مع زوجته وولديه وابنتيه بسيارتهم أوائل عام خمسة وتسعين وتسع
مئة وألف للميلاد يريدون أداء العمرة ، وهذه عادتهم كل سنة في مثل هذا الوقت
حيث ينتهي الفصل الأول من العام الدراسي . فلما كانوا عائدين إلى الشارقة ،
ووصلوا مشارف مدينة الرياض انقلبت بهم السيارة في الوادي – وهذا قضاء الله الذي
لا يُرد – فأصيب بعضهم بخدوش خفيفة أو متوسطة إلا " نهلة " – كبرى البنتين ،
وكانت في ربيع العمر – فما عادت تستطيع الحركة ، إنه أمر الله الذي كتبه على
بعض عباده ليمتحنهم في هذه الدنيا ، فيصبروا ، فتكون الجنة دارهم دون حساب – إن
شاء الله تعالى - .. ولم يأل أبو أيمن جهداً في عرضها على كبار الأطباء في
الإمارات وألمانيا وغيرهما ، فكان لا بد من الصبر والرضا بما قضى من لا يُرد
قضاؤه .
كانت نهلة وما تزال ريحانة البيت وأنسه ، فابتسامتها لا تفارق وجهها ، وسلامها
حار، وحديثها طليٌّ يدل على ذكاء وأريَحية . ولعل الله تعالى يمتحن عباده
المؤمنين قبل غيرهم ، فيختبرهم ليكونوا بصبرهم في عداد أحبابه المقرّبين ..
هكذا كانت نهلة الصبية زهرة البيت وريحانة والديها .
قال أبو أيمن : ولكن الفتى لا يحسن عملاً ، وكأنه لم يجد في بغداد ضالته ، فقدم
إلينا يعرض زواجه منها ، فيعيش بيننا يبحث عن عمل ، فإذا وجده ترك الفتاة ومضى
لشأنه ، وأظن أنه خطط لذلك ، فمن ذا يتزوج من فتاة هذا شأنها ، ويتحمل عبئها ،
إلا لغاية مؤقتة في نفسه ؟!
قلت : وهل نعتقد غير هذا يا صاحبي ؟ لن يصبر إلا بقدر ما يحتاج ، إما أن يجد
عملاً أو يعود أدراجه من حيث أتى .
قال : فماذا تقول ؟.
قلت : على الرغم أننا نستشف مراده من الزواج منها فلا بأس أن تدخل الفتاة
التجربة ، وظني أن أمر الله كائن لا محالة . وربما – وهذا حتمال ضئيل - أن
يعيشا منسجمين ، فليس غريباً أن يصبر على حياته معها ، ويرزقهما الله مالاً
وأولاداً وسعادة ، والمسلم متفائل ، أليس كذلك يا أخي ؟.
كان أبو أيمن يطلعني على حياتهما حين ألتقيه متوقعاً ما فكرنا فيه ... ولم تمض
فترة قصيرة حتى أخبرني أن الفتى غاب عن البيت دون سابق إنذار ، وأن هناك من رآه
في بغداد وتأكد أنه استقر فيها . ولأننا كنا نتوقع ذلك فلم يكن وقع الأمر
مؤلماً حتى على الزوجة الطيبة . ثم نما للأخ أبي أيمن أن الفتى مات أو قتل في
الهرج الذي حصل حين دخل الأمريكان بعد سنوات إلى العراق ....
لم يمض شهران حتى جاء أبو أيمن مبتسماً يقول : أتدري يا أبا حسان أن نهلة حامل
في شهرها الثالث ؟
نظرت إلى السماء أحمد الله اللطيف بخلقه ، الحكيم بقدره سبحانه ،، بدأت الفتاة
تعيش على أمل يدغدغ قلبها ، ويزرع في نفسها الرغبة في الحياة ، ويغرس في صدرها
ابتسامة السعادة ، وفي نفسها التشوّف للوليد الجديد الذي بدأت - منذ الآن -
تهبه حياتها ، وتفكر في أن تكون له ، ويكون لها . تعيش لأجله وترى فيه الحياة
وجمالها والطمأنينة وظلالها .
تركْتُ الإمارات وهي في شهرها الخمس على ما أظن ، ونسيت قصتها في زحمة الحياة
الجديدة في الأردن . ... وفي يوم ربيعي مشرق رن جرس الهاتف ، إنه صوت الحبيب
أبي أيمن يقول : رزقت نهلة بغلام جميل ؛ يا أبا حسان . وكان صوته يتدفق في أذني
مخترقاً أعلى الصدر ليستقر في شغاف القلب ، وكنت أرى من بعيد ابتسامته الوضيئة
وهو يكلمني ويزف إليّ هذا النبأ السعيد .
أحمد – الفتى الناشئ ذو عشرة الأعوام – ذكي نشيط يملأ دار جده حركة دؤوباً ،
وسعادة غامرة وأملاً طيباً وروحاً وثـّابة ، وهو مسؤول عن جدّيه – وقد شاخا –
ويدوربين أيديهم يقدم لهم الماء البارد ، ويحمل إليهم ما يطلبه الكبير من
الصغير بنشاط . ويحمل سلة الخضار من البقالة المجاورة بهمة الرجل الصغير ،
ويداعبهم بروحه الطفولية البريئة الواعدة ، ويضاحكهم ببسمته الملائكية البراقة
... ثم يكتب واجبه بفهم وذكاء ، ... سيكون – كما أكد مراراً – شاباً باراً
بوالدته ، محباً لها ، عطوفاً عليها وعلى جدّه وجدّته .
















 الموضوع الأصلي : لطف الله تعالى //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: ديني عصمــة أمــري


لطف الله تعالى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» فصل في كلمات الله تعالى
» موضوع جميل جدا,((شوف قدرة الله تعالى)))
» قدرة الله تعالى في البرق
» سئل عن الغلاء والرخص،‏ هل هما من الله تعالى؟
» هل كل ما يقع في هذا الكون هو بإرادة الله تعالى ؟


الكلمات الدليلية (Tags)
لا يوجد


الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
لطف الله تعالى , لطف الله تعالى , لطف الله تعالى ,لطف الله تعالى ,لطف الله تعالى , لطف الله تعالى
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ لطف الله تعالى ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
>




مواضيع ذات صلة


لطف الله تعالى Cron
تصميم منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين