>



جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها

 
بوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات فارس أون لاين ::   ::   :: منتديات العالم الأسلامي ::   :: قسم الفتاوي :: قائمة بالعلماء و المفتين :: شيخ الإسلام ابن تيمية

 
شاطر
بيانات كاتب الموضوع
جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متمرس
الرتبه:
عضو متمرس
الصورة الرمزية
 

البيانات
عدد المساهمات : 342
نقاط : 83791
التقيم : 2
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها  Emptyالإثنين نوفمبر 29, 2010 12:30 pm






السؤال:

جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها

المفتي:

شيخ الإسلام ابن تيمية

الإجابة:

وجماع الأمر‏:‏ أن الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها ‏[‏ستة أقسام‏]‏، كل قسم عليه طائفة من أهل القبلة‏:‏
قسمان يقولان‏:‏ تجرى على ظواهرها‏.‏
وقسمان يقولان‏:‏ هي على خلاف ظاهرها‏.‏
وقسمان يسكتون‏.‏
أما الأولون فقسمان‏:‏
أحدهما‏:‏ من يجريها على ظاهرها ويجعل ظاهرها من جنس صفات المخلوقين، فهؤلاء المشبهة، ومذهبهم باطل، أنكره السلف، وإليهم يتوجه الرد بالحق‏.
‏‏ الثاني‏:‏ من يجريها على ظاهرها اللائق بجلال اللّه، كما يجرى ظاهر اسم العليم والقدير، و الرب والإله، والموجود والذات، ونحو ذلك، على ظاهرها اللائق بجلال اللّه، فإن ظواهر هذه الصفات في حق المخلوق إما جوهر محدث، وإما عرض قائم به‏.
‏‏ فالعلم والقدرة، والكلام والمشيئة، والرحمة والرضا، والغضب ونحو ذلك، في حق العبد أعراض؛ والوجه واليد والعين في حقه أجسام، فإذا كان اللّه موصوفًا عند عامة أهل الإثبات بأن له علمًا وقدرة، وكلامًا ومشيئة وإن لم يكن ذلك عرضًا، يجوز عليه ما يجوز على صفات المخلوقين جاز أن يكون وجه اللّه ويداه صفات ليست أجسامًا، يجوز عليها ما يجوز على صفات المخلوقين‏.
‏‏ وهذا هو المذهب الذي حكاه الخطابي وغيره عن السلف، وعليه يدل كلام جمهورهم، وكلام الباقين لا يخالفه، وهو أمر واضح، فإن الصفات كالذات، فكما أن ذات اللّه ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس المخلوقات، فصفاته ثابتة حقيقية من غير أن تكون من جنس صفات المخلوقات‏.
‏‏ فمن قال‏:‏ لا أعقل علمًا ويدًا إلا من جنس العلم واليد المعهودين‏.
‏‏ قيل له‏:‏ فكيف تعقل ذاتًا من غير جنس ذوات المخلوقين‏؟‏ ومن المعلوم أن صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته، فمن لم يفهم من صفات الرب الذي ليس كمثله شيء إلا ما يناسب المخلوق فقد ضل في عقله ودينه‏.‏
وما أحسن ما قال بعضهم‏:‏ إذا قال لك الجهمي‏:‏ كيف استوى‏؟‏ أو كيف ينزل إلى سماء الدنيا‏؟‏ أو كيف يداه‏؟‏ ونحو ذلك، فقل له‏:‏ كيف هو في ذاته‏؟‏ فإذا قال لك‏:‏ لا يعلم ما هو إلا هو، وكنه الباري تعالى غير معلوم للبشر‏.
‏‏ فقل له‏:‏ فالعلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف، فكيف يمكن أن تعلم كيفية صفة لموصوف لم تعلم كيفيته، وإنما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الذي ينبغي لك‏.
‏ بل هذه ‏[‏المخلوقات في الجنة‏]‏ قد ثبت عن ابن عباس أنه قال‏:‏ ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، وقد أخبر اللّه تعالى أنه لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏‏أن في الجنة ما لا عين رأتْ، ولا أُذن سمعت، ولا خَطَر على قلب بَشَر‏"‏‏‏.
‏‏ فإذا كان نعيم الجنة وهو خلق من خلق اللّه كذلك فما ظنك بالخالق سبحانه وتعالى‏.
‏‏ وهذه ‏[‏الروح‏]‏ التي في بني آدم، قد علم العاقل اضطراب الناس فيها، وإمساك النصوص عن بيان كيفيتها؛ أفلا يعتبر العاقل بها عن الكلام في كيفية اللّه تعالى‏؟‏ مع أنا نقطع بأن الروح في البدن، وأنها تخرج منه وتعرج إلى السماء، وأنها تُسَلّ منه وقت النزع، كما نطقت بذلك النصوص الصحيحة، لا نغالى في تجريدها غلو المتفلسفة ومن وافقهم حيث نفوا عنها الصعود والنزول، والاتصال بالبدن والانفصال عنه، وتخبطوا فيها حيث رأوها من غير جنس البدن وصفاته، فعدم مماثلتها للبدن لا ينفي أن تكون هذه الصفات ثابتة لها بحسبها، إلا أن يفسروا كلامهم بما يوافق النصوص، فيكونون قد أخطئوا في اللفظ وأنى لهم بذلك‏؟‏‏!‏ ولا نقول إنها مجرد جزء من أجزاء البدن كالدم والبخار مثلًا، أو صفة من صفات البدن والحياة، وأنها مختلفة الأجساد، ومساوية لسائر الأجساد في الحد والحقيقة، كما يقول طوائف من أهل الكلام، بل نتيقن أن الروح عين موجودة غير البدن، وأنها ليست مماثلة له، وهي موصوفة بما نطقت به النصوص حقيقة لا مجازًا، فإذا كان مذهبنا في حقيقة الروح وصفاتها بين المعطلة والممثلة، فكيف الظن بصفات رب العالمين‏؟‏ وأما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها؛ أعني الذين يقولون‏:‏ ليس لها في الباطن مدلول هو صفة اللّه تعالى قط، وأن اللّه لا صفة له ثبوتية، بل صفاته إما سلبية وإما إضافية وإما مركبة منهما، أو يثبتون بعض الصفات وهي الصفات السبعة أو الثمانية أو الخمسة عشر أو يثبتون الأحوال دون الصفات، ويقرون من الصفات الخبرية بما في القرآن دون الحديث، على ما قد عرف من مذاهب المتكلمين فهؤلاء قسمان‏:‏
قسم يتأولونها ويعينون المراد؛ مثل قولهم‏:‏ استوى بمعنى‏:‏ استولى، أو بمعنى‏:‏ علو المكانة والقدر، أو بمعنى‏:‏ ظهور نوره للعرش، أو بمعنى‏:‏ انتهاء الخلق إليه، إلى غير ذلك من معاني المتكلمين‏.
‏‏ وقسم يقولون‏:‏ اللَّه أعلم بما أراد بها، لكنا نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجية عما علمناه.
‏‏ وأما القسمان الواقفان‏:‏
فقوم يقولون‏:‏ يجوز أن يكون ظاهرها المراد اللائق بجلال اللّه، ويجوز ألا يكون المراد صفة اللّه ونحو ذلك‏.‏
وهذه طريقة كثير من الفقهاء وغيرهم‏.
‏‏ وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث، معرضين بقلوبهم وألسنتهم عن هذه التقديرات‏.
‏‏ فهذه الأقسام الستة لا يمكن أن يخرج الرجل عن قسم منها‏.‏
والصواب في كثير من آيات الصفات وأحاديثها، القطعُ بالطريقة الثابتة، كالآيات والأحاديث الدالة على أن اللّه سبحانه وتعالى فوق عرشه، ويعلم طريقة الصواب في هذا وأمثاله، بدلالة الكتاب والسنة والإجماع على ذلك، دلالة لا تحتمل النقيض، وفي بعضها قد يغلب على الظن ذلك مع احتمال النقيض، وتردد المؤمن في ذلك هو بحسب ما يؤتاه من العلم والإيمان، ومن لم يجعل اللّه له نورًا فما له من نور‏.
‏‏ ومن اشتبه عليه ذلك أو غيره، فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‏:‏ كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي من الليل قال "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم‏"‏‏، وفي رواية لأبي داود‏:‏ أنه كان يكبر في صلاته ثم يقول ذلك‏.‏
فإذا افتقر العبد إلى اللّه ودعاه، وأدمن النظر في كلام اللّه وكلام رسوله وكلام الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين انفتح له طريق الهدى، ثم إن كان قد خبر نهايات أقدام المتفلسفة والمتكلمين في هذا الباب، وعرف أن غالب ما يزعمونه برهانًا هو شبهة، ورأى أن غالب ما يعتمدونه يؤول إلى دعوى لا حقيقة لها، أو شبهة، مركبة من قياس فاسد، أو قضية كلية لا تصح إلاجزئية، أو دعوى إجماع لا حقيقة له، أو التمسك في المذهب والدليل بالألفاظ المشتركة‏.
‏‏ ثم إن ذلك إذا ركب بألفاظ كثيرة طويلة غريبة عمن لم يعرف اصطلاحهم أوهمت الغِرَّ ‏[‏هو من لا تجربة له‏]‏‏.‏
ما يوهمه السراب للعطشان ازداد إيمانًا وعلمًا بما جاء به الكتاب والسنة، فإن ‏[‏الضِدَّ يُظهِر حُسْنَه الضدُّ‏]‏، وكل من كان بالباطل أعلم كان للحق أشد تعظيمًا، وبقدره أعرف إذا هدى إليه‏.‏
فأما المتوسطون من المتكلمين، فيخاف عليهم ما لا يخاف على من لم يدخل فيه، وعلى من قد أنهاه نهايته، فإن من لم يدخل فيه فهو في عافية، ومن أنهاه فقد عرف الغاية، فما بقي يخاف من شيء آخر، فإذا ظهر له الحق وهو عطشان إليه قبله، وأما المتوسط فيتوهم بما يتلقاه من المقالات المأخوذة تقليدًا لمعظمة هؤلاء‏.‏
وقد قال بعض الناس‏:‏ أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوى، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان‏.
‏‏ ومن علم أن المتكلمين من المتفلسفة وغيرهم في الغالب في قول مختلف‏.‏
يؤفك عنه من أفك، يعلم الذكي منهم والعاقل‏:‏ أنه ليس هو فيما يقوله على بصيرة، وأن حجته ليست بينة وإنما هي كما قيل فيها‏:‏
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقًا وكـــــــل كاسر مكســـــور
ويعلم العليم البصير بهم أنهم من وجه مستحقون ما قاله الشافعي رضي اللّه عنه حيث قال‏:‏ حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال‏:‏ هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة وأقبل على الكلام‏.‏
ومن وجه آخر، إذا نظرت إليهم بعين القدر والحيرة مستولية عليهم، والشيطان مستحوذ عليهم رحمتهم وترفقت بهم، أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاءً وأعطوا فهومًا وما أعطوا علومًا، وأعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة ‏{‏‏فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون‏}‏‏ ‏[‏الأحقاف‏:‏26‏]‏‏.
‏‏ ومن كان عليما بهذه الأمور، تبين له بذلك حذق السلف وعلمهم وخبرتهم، حيث حذروا عن الكلام ونهوا عنه، وذموا أهله وعابوهم، وعلم أن من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد من اللّه إلا بعدًا‏.‏
فنسأل اللّه العظيم أن يهدينا صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين‏.
‏‏ آمين‏.‏
والحمد للّه رب العالمين، وصلاته وسلامه على محمد خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين‏.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الخامس (العقيدة)















 الموضوع الأصلي : جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: المقاتل


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
نائب المدير
الرتبه:
نائب المدير
الصورة الرمزية
 
ديني عصمــة أمــري

البيانات
البلد : مصر
انثى
عدد المساهمات : 2415
نقاط : 94744
التقيم : 23
تاريخ الميلاد : 04/05/1998
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 26
العمل/الترفيه : جمع الحسنات ورضا رب السماوات
الأوسمة : جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها  1_125911
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها  Emptyالأربعاء ديسمبر 01, 2010 1:54 am






شكرا لك















 الموضوع الأصلي : جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: ديني عصمــة أمــري


جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» سُئلَ: عن قول العلماء في آيات الصفات
» فصل في جماع الزهد والورع
» احتمالية خفاء الأمر والنهي على السالك
» فصل: في إثبات الأمر والنهي والوعد والوعيد لله
» جماع الحسنات العدل، وجماع السيئات الظلم.


الكلمات الدليلية (Tags)
لا يوجد


الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها , جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها , جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها ,جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها ,جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها , جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
>




مواضيع ذات صلة


جماع الأمر‏ في الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها  Cron
تصميم منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين