>



فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام

 
بوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات فارس أون لاين ::   ::   :: منتديات العالم الأسلامي ::   :: قسم الفتاوي :: قائمة بالعلماء و المفتين :: شيخ الإسلام ابن تيمية

 
شاطر
بيانات كاتب الموضوع
فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الوزير
الرتبه:
الوزير
الصورة الرمزية
 

البيانات
عدد المساهمات : 999
نقاط : 87335
التقيم : 1
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام  Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 2:46 am






السؤال:

فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام

المفتي:

شيخ الإسلام ابن تيمية

الإجابة:

فَصْــل:

قال الذين نصروا مذهب جهم في الإيمان من المتأخرين كالقاضي أبي بكر وهـذا لفظه فإن قال قائل‏:‏ وما الإسلام عندكم‏؟‏ قيل له‏:‏الإسلام‏:‏ الإنقياد والاستسلام، فكل طاعة انقاد العبد بها لربه واستسلم فيها لأمره فهي إسلام، والإيمان‏:‏ خصلة من خصال الإسلام، وكل إيمان إسلام، وليس كل إسلام إيماناً، فإن قال‏:‏ فلم قلتم‏:‏ أن معنى الإسلام ما وصفتم‏؟‏ قيل‏:‏ لأجل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا‏}‏‏ ‏[‏الحجرات‏:‏14‏]‏، فنفى عنهم الإيمان وأثبت لهم الإسلام، وإنما أراد بما أثبته الانقياد والاستسلام، ومنه‏:‏‏{‏‏وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏90‏]‏، وكل من استسلم لشيء فقد أسلم، وإن كان أكثر ما يستعمل ذلك في المستسلم للّه ولنبيه‏.‏

قلت‏:‏ وهذا الذي ذكروه مع بطلانه ومخالفته للكتاب والسنة هو تناقض، فإنهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام، فالطاعات كلها إسلام وليس فيها إيمان إلا التصديق، والمرجئة وإن قالوا‏:‏ إن الإيمان يتضمن الإسلام فهم يقولون‏:‏ الإيمان هو تصديق القلب واللسان، وأما الجهمية فيجعلونه تصديق القلب، فلا تكون الشهادتان، ولا الصلاة، ولا الزكاة، ولا غيرهن من الإيمان، وقد تقدم ما بينه اللّه ورسوله، من أن الإسلام داخل في الإيمان، فلا يكون الرجل مؤمناً حتى يكون مسلماً، كما أن الإيمان داخل في الإحسان، فلا يكون محسناً حتى يكون مؤمناً‏.‏

وأما التناقض، فإنهم إذا قالوا‏:‏ الإيمان خَصْلة من خِصَال الإسلام، كان من أتى بالإيمان إنما أتى بخصلة من خصال الإسلام، لا بالإسلام الواجب جميعه، فلا يكون مسلماً حتى يأتي بالإسلام كله، كما لا يكون عندهم مؤمناً، حتى يأتي بالإيمان كله، وإلا فمن أتى ببعض الإيمان عندهم لا يكون مؤمناً، ولا فيه شيء من الإيمان، فكذلك يجب أن يقولوا في الإسلام، وقد قالوا‏:‏ كل إيمان إسلام، وليس كل إسلام إيماناً، وهذا إن أرادوا به أن كل إيمان هو الإسلام الذي أمر اللّه به، ناقض قولهم‏:‏ إن الإيمان خصلة من خصاله، فجعلوا الإيمان بعضه ولم يجعلوه إياه، وإن قالوا‏:‏ كل إيمان فهو إسلام، أي‏:‏ هو طاعة للّه، وهو جزء من الإسلام الواجب، وهذا مرادهم‏.‏

قيل لهم‏:‏ فعلى هذا يكون الإسلام متعدداً بتعدد الطاعات، وتكون الشهادتان وحدهما إسلاماً، والصلاة وحدها إسلاماً، والزكاة إسلاماً، بل كل درهم تعطيه للفقير إسلاماً، وكل سجدة إسلاماً، وكل يوم تصومه إسلاماً، وكل تسبيحة تسبحها في الصلاة أو غيرها إسلاماً‏.

‏‏ ثم المسلم إن كان لا يكون مسلماً إلا بفعل كل ما سميتموه إسلاماً، لزم أن يكون الفساق ليسوا مسلمين مع كونهم مؤمنين، فجعلتم المؤمنين الكاملي الإيمان عندكم ليسوا مسلمين وهذا شر من قول الكَرَّامية، ويلزم أن الفساق من أهل القبلة ليسوا مسلمين، وهذا شر من قول الخوارج والمعتزلة وغيرهم، بل وأن يكون مَنْ ترك التطوعات ليس مسلماً، إذ كانت التطوعات طاعة للّه، إن جعلتم كل طاعة فرضاً أو نفلاً إسلاماً‏.

‏‏ ثم هذا خلاف ما احتججتم به من قوله للأعراب‏:‏ ‏{‏‏لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا‏}‏‏ ‏[‏الحجرات‏:‏14‏]‏‏.‏

فأثبت لهم الإسلام دون الإيمان، وأيضاً فإخراجكم الفساق من اسم الإسلام إن أخرجتموهم، أعظم شناعة من إخراجهم من اسم الإيمان، فوقعتم في أعظم ما عبتموه على المعتزلة، فإن الكتاب والسنة تنفي عنهم اسم الإيمان أعظم مما تنفي اسم الإسلام، واسم الإيمان في الكتاب والسنة أعظم‏.

‏‏ وإن قلتم‏:‏ بل كل من فعل طاعة سمي مسلماً، لزم أن يكون من فعل طاعة من الطاعات ولم يتكلم بالشهادتين مسلماً، ومن صدق بقلبه ولم يتكلم بلسانه أن يكون مسلماً عندكم، لأن الإيمان عندكم إسلام، فمن أتى به فقد أتى بالإسلام، فيكون مسلماً عندكم من تكلم بالشهادتين ولا أتى بشيء من الأعمال‏.‏

واحتجاجكم بقوله‏:‏‏{‏‏قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا‏}‏‏ ‏[‏الحجرات‏:‏14‏]‏، قلتم‏:‏ نفي عنهم الإيمان وأثبت لهم الإسلام‏.

‏‏ فيقال‏:‏ هذه الآية حجة عليكم؛ لأنه لما أثبت لهم الإسلام مع انتفاء الإيمان، دل ذلك على أن الإيمان ليس بجزء من الإسلام، إذ لو كان بعضه لما كانوا مسلمين إن لم يأتوا به، وإن قلتم‏:‏ أردنا بقولنا‏:‏ أثبت لهم الإسلام أي إسلاماً ما، فإن كل طاعة من الإسلام إسلام عندنا، لزمكم ما تقدم، من أن يكون صوم يوم إسلاماً، وصدقة درهم إسلاماً، وأمثال ذلك‏.

‏‏ وهم يقولون‏:‏ كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً، قالوا‏:‏ هذا من حيث الإطلاق، وإلا فالتفصيل ما ذكرناه من أن الإيمان خصلة من خصال الإسلام والدين، وليس هو جميع الإسلام والدين، فإن الإسلام هو الاستسلام للّه بفعل كل طاعة وقعت موافقة للأمر‏.

‏‏ والإيمان أعظم خصلة من خصال الإسلام، واسم الإسلام شامل لكل طاعة انقاد بها العبد للّه، من إيمان، وتصديق، وفرض سواه، ونفل، غير أنه لا يصلح التقرب بفعل ما عدا الإيمان من الطاعات دون تقديم فعل الإيمان‏.‏

قالوا‏:‏ والدين مأخوذ من التدين، وهو قريب من الإسلام في المعنى‏.

‏‏ فيقال لهم‏:‏ إذا كان هذا قولكم، فقولكم‏:‏ كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً، يناقض هذا؛ فإن المسلم هو المطيع للّه، ولا تصح الطاعة من أحد إلا مع الإيمان، فيمتنع أن يكون أحد فعل شيئاً من الإسلام إلا وهو مؤمن، ولو كان ذلك أدنى الطاعات، فيجب أن يكون كل مسلم مؤمنا، سواء أريد بالإسلام فعل جميع الطاعات، أو فعل واحدة منها، وذلك لا يصح كله إلا مع الإيمان، وحينئذ فالآية حجة عليكم لا لكم‏.‏

ثم قولكم‏:‏ كل مؤمن مسلم، إن كنتم تريدون بالإيمان تصديق القلب فقط، فيلزم أن يكون الرجل مسلماً ولو لم يتكلم بالشهادتين ولا أتى بشيء من الأعمال المأمور بها، وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة من دين الإسلام، بل عامة اليهود والنصارى يعلمون أن الرجل لا يكون مسلماً حتى يأتي بالشهادتين أو ما يقوم مقامهما، وقولكم‏:‏ كل مؤمن مسلم، لا يريدون أنه أتى بالشهادتين ولا بشيء من المباني الخمس، بل أتى بما هو طاعة وتلك طاعة باطنة، وليس هذا هو المسلم المعروف في الكتاب والسنة، ولا عند الأئمة الأولين والآخرين، ثم استدللتم بالآية، والأعراب إنما أتوا بإسلام ظاهر نطقوا فيه بالشهادتين، سواء كانوا صادقين أو كاذبين، فأثبت اللّه لهم الإسلام دون الإيمان، فيظن من لا يعرف حقيقة الأمر أن هذا هو قول السلف الذي دل عليه الكتاب والسنة من أن كل مؤمن مسلم وليـس كل مسـلم مؤمناً، وبينهما من التبـاين أعظـم مما بين قول السلف وقول المعتزلة في الإيمان والإسلام، فإن قول المعتزلة في الإيمان والإسلام أقرب من قول الجهمية بكثير، ولكن قولهم في تخليد أهل القبلة أبعد عن قول السلف من قول الجهمية‏.

‏ فالمتأخرون الذين نصروا قول جهم في مسألة الإيمان يظهرون قول السلف في هذا وفي الاستثناء، وفي انتفاء الإيمان الذي في القلب حيث نفاه القرآن ونحو ذلك‏.‏

وذلك كله موافق للسلف في مجرد اللفظ، وإلا فقولهم في غاية المباينة لقول السلف، ليس في الأقوال أبعد عن السلف منه، وقول المعتزلة والخوارج والكَرَّامية في اسم الإيمان، والإسلام أقرب إلى قول السلف من قول الجهمية، لكن المعتزلة والخوارج يقولون بتخليد العصاة، وهذا أبعد عن قول السلف من كل قول، فهم أقرب في الاسم وأبعد في الحكم، والجهمية وإن كانوا في قولهم بأن الفساق لا يخلدون أقرب في الحكم إلى السلف، فقولهم في مسمى الإسلام والإيمان وحقيقتهما أبعد من كل قول عن الكتاب والسنة، وفيه من مناقضة العقل والشرع واللغة ما لا يوجد مثله لغيرهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد السابع.
















 الموضوع الأصلي : فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: sms


المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقــب عام
الرتبه:
مراقــب عام
الصورة الرمزية
 
شبح مصر

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 959
نقاط : 85475
التقيم : 12
تاريخ الميلاد : 02/08/1994
تاريخ التسجيل : 29/07/2010
العمر : 30
الموقع : byjustice
العمل/الترفيه : st
الأوسمة : فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام  1_125911
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام  Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 6:37 am






يسلمووووووووووو اخي.. دمت بود















 الموضوع الأصلي : فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام //   المصدر : منتديات فارس أون لاين // الكاتب: شبح مصر


فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» فصل في الذين غلطوا مذهب اللفظية
» الذين نفى عنهم الرسول الإيمان
» اسم الإسلام يتناول أيضاً ما هو [أصل الإيمان]
» فصــل: من الإيمان بالله وكتبه‏:‏ الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق
» فصل: حديث سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن [الإسلام] و[الإيمان] و‏[الإحسان]


الكلمات الدليلية (Tags)
لا يوجد


الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام , فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام , فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام ,فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام ,فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام , فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
>




مواضيع ذات صلة


فصل: الذين نصروا مذهب جهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام  Cron
تصميم منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين

منتديات فارس أون لاين